ها قد أتت الروبوتات ذاتـيـة الإدارة
مفعمة بالتكنولوجيا الحديثة، والأدوات، ودماغ موجّه- تلك هي الآلات الذكية التي يمكنها أن تغيّر طريقة حياتنا
بقلم: مارك سميث
بطل فولاذي لا يخشى اللهب
كيف تتعامل مع حريق شديد لا يستطيع الإطفائي البشري الإقتراب منه؟ الإجابة سهلة، ما عليك سوى أن تُرسل إطفائيا آليا بدلا منه!
صنعت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة Mitsubishi Heavy Industries في اليابان فريقا من الإطفائيين الروبوتيين لمكافحة الحرائق الصناعية، والتي تعمل معاً مثل رجال الإطفاء تماماً.
زود كل منها بمجسات ليزرية ونظام تحديد المواقع لتتمكن من إيجاد طريقها إلى الحريق. وبمجرد الوصول إلى هناك، تمد روبوتات تمديد الخراطيم Hose Extension Robots خرطوم المياه الطويل جداً إلى روبوت آخر يمسك بمدفع مياه ضخم. وبعد ذلك، يمكنها إطلاق حمولتها ورش ما يصل إلى 4,000 لتر في الدقيقة!
قد يبدو الأمر ضربا من الخيال العلمي، لكن هذا الفريق الروبوتي يعمل بالفعل، وقد اختُبر في معهد طوكيو لأبحاث الحرائق والكوارث. وإذا استمرت هذه الروبوتات بإثبات قيمتها، فكم من الوقت سينقضي قبل استبدال بطل البرنامج التلفزيوني، الإطفائي سام Fireman Sam، بآخر معدني؟
روبوت فضائي مصمم للتسلق
تخيل روبوتاً يمكنه تسلق المنحدرات الصخرية للقفار المريخية؟ هذا ما فكر فيه علماء مختبر الدفع النفاث Jet Propulsion Laboratory بوكالة ناسا عندما اخترعوا روبوت ليمور LEMUR.
على الرغم من أن رائد الفضاء الميكانيكي هذا لم يصل بعد إلى الفضاء، فإن المعدات التي اختبرها العلماء عليه قد تشكل يوماً ما حجر الزاوية للبعثات الأرضية غير المأهولة إلى بعض البيئات القاسية في المجموعة الشمسية.
ليمور تو بي LEMUR IIb هو اختصار «روبوت المساعدة الميكانيكي ذي الأرجل للمهام القصيرة» Limbed Excursion Mechanical Utility Robot، وهو آلة ذات 4 أطراف يمكنها تسلق الصخور بالتشبث بمئات الخطاطيف الصغيرة في كل من أصابعها الـ 16.
لقد اختبر المهندسون الروبوت ميدانياً في وادي الموت في كاليفورنيا. وخلال المهمة، استخدم الذكاء الاصطناعي لاختيار طريق تسلق الهاوية، وتدبير هذا دون الحاجة إلى أخذ تعليمات من وحدات التحكم البشرية.
دافنشي يحول الجراحة الروبوتية إلى فن من الفنون
الضغوط التي تتعرض لها الخدمات الصحية معروفة جيداً. يصعب تدريب الطواقم الطبية، وكثيراً ما يتعرضون لضغوط هائلة، فماذا لو كان لدينا جيش غير محدود من العاملين الطبيين الاصطناعيين لمساعدتهم؟ يتحكم جراح في الروبوت دافنشي da Vinci robot عبر لوحة خاصة، وهو مزود بأذرع جراحية وكاميرا ثلاثية الأبعاد عالية الدقة حتى يتمكن الأطباء من عرض جزء الجسم الذي تُجرى عليه الجراحة بتفاصيل عالية.
الروبوت الذي يتحرك مثلنا
تتمتع هذه الأعجوبة التقنية بأذرع وأرجل كالبشر تماماً، ويمكن استخدامه للمشي والرفع والركض والقفز. ويتسم الروبوت بالرشاقة والقوة والمتانة، وفي أحدث اختباراته تمكن من الهبوط على الأرض بيديه، وكذلك الدحرجة والقفز مع الشقلبة دون أن يفقد توازنه.
لقد صمّم هذا الروبوت الجبار حول نظام هيدروليكي متنقل يتضمن محركات وصمامات ووحدة طاقة هيدروليكية مدمجة. وتسمح له الوصلات الهيدروليكية الـ 28 بمآثر حركية رائعة حقاً.
ولكن أدمغته مثيرة للإعجاب مثل عضلاته تماماً. وتسمح خوارزمياته المعقدة باتخاذ قرارات حتى بالتخطيط لكيفية اجتياز عقبات معينة.
فيما يتعلق بالإنشاءات، يستخدم أطلس أجزاء مطبوعة بالأبعاد الثلاثية لمنحه نسبة القوة إلى الوزن اللازمة للقفز والشقلبة.
يُستخدم الروبوت حالياً كمنصة بحثية لشركة بوسطن ديناميكس Boston Dynamics في الولايات المتحدة، وبمجرد تشغيله بالكامل، سيمكن استخدامه في عمليات البحث والإنقاذ والعمليات العسكرية.
النحلة الروبوتية جاهزة للعمل
عالم الروبوت يضج بالإثارة حول المخلوقات الآلية التي تُصنع في الولايات المتحدة. فقد صمم العلماء في معهد وايس Wyss بجامعة هارفارد هذا النحل الآلي الرائع المستوحى من أفضل مزودي العسل في الطبيعة. ويبلغ حجم النحلة الروبوتية RoboBee نحو نصف حجم مشبك الورق، وتزن أقل من عُشر غرام وتطير باستخدام «عضلات» اصطناعية مصنوعة من مواد تنكمش عند تطبيق الجهد.
قد تستخدم في يوم ما في عمليات البحث والإنقاذ وحتى في مهمات المراقبة، ولكن مع تضاؤل أعداد النحل الحقيقي، فإن قدرتها على التلقيح هي ما سيزيد العلماء حماساً.
«قد تستخدم يوماً ما في مهام البحث والإنقاذ وحتى في مهام المراقبة»
في وجود منصات مثل أليكسا Alexa وغوغل هوم Google Home، تمتلئ منازلنا بشكل متزايد بمساعدين اصطناعيين يبدون كجزء مهم من العائلة، ولكن على الرغم من أنها تستطيع التحدث إلينا، فلا يمكنها التحرك في الواقع. ولكن الروبوت بادي Buddy يمكنه ذلك.
صمّم بادي كروبوت اجتماعي، وهو مزود بمجموعة من الخصائص التي تمكنه من التحرك والتفاعل مع الجميع.
يمكن للأطفال اللعب معه، ويمكنه إظهار المشاعر وحتى ربطه بأجهزة منزلك الذكية.