أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم الأعصابفيزياء

نظارات للمصابين بعمى الألوان

اكتشف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬البصرية‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬استعادة‭ ‬الرؤية‭ ‬الطبيعية‭ ‬للألوان

يعاني‭ ‬ملايين‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬عمى‭ ‬الألوان،‭ ‬إذ‭ ‬تصيب‭ ‬الحالة‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬12‭ ‬رجلا،‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬200‭ ‬امرأة‭. ‬يكون‭ ‬الرجال‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للمرض‭ ‬لأن‭ ‬معظم‭ ‬الحالات‭ ‬تورَّث‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكروموسوم‭ ‬X،‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬الرجال‭ ‬منه‭ ‬واحدا‭ ‬والنساء‭ ‬اثنين‭. ‬ولذلك‭ ‬يمتلك‭ ‬الرجال‭ ‬احتمالا‭ ‬أقل‭ ‬لوراثة‭ ‬نسخة‭ ‬واحدة‭ ‬طبيعية‭ ‬من‭ ‬الجين‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬الحالة‭ ‬باسم‭ ‬عمى‭ ‬الألوان،‭ ‬فلا‭ ‬يعاني‭ ‬المصابون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العمى‭ ‬اللوني‭. ‬والمصطلح‭ ‬الأكثر‭ ‬دقة‭ ‬هو‭ ‬نقص‭ ‬الرؤية‭ ‬اللونية‭ ‬Colour Vision Deficiency‭ (‬اختصارا‭: ‬الحالة‭ ‬CVD‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬يجد‭ ‬المصابون‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬الظلال‭ ‬اللونية‭. ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬عندما‭ ‬يُفقَد‭ ‬أو‭ ‬يتحوّر‭ ‬أحد‭ ‬أنواع‭ ‬الخلايا‭ ‬المخروطية‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الخلفي‭ ‬من‭ ‬العين،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الإشارات‭ ‬التي‭ ‬يتلقاها‭ ‬الدماغ‭ ‬وتساعده‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬اللون‭. ‬يعرف‭ ‬الشكل‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعا‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬باسم‭ ‬نقص‭ ‬رؤية‭ ‬اللونين‭ ‬الأحمر‭ ‬والأخضر،‭ ‬والذي‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬تتداخل‭ ‬الخلايا‭ ‬المخروطية‭ ‬الحمراء‭ ‬والخضراء‭ ‬بتواتر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المعتاد‭. ‬يغيّر‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الإشارات‭ ‬المرسلة‭ ‬إلى‭ ‬الدماغ،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬يبدو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬البني،‭ ‬ويجعل‭ ‬الأحمر‭ ‬يبدو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الأصفر‭.‬ ونظرا‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬علاج‭ ‬لنقص‭ ‬الرؤية‭ ‬اللونية،‭ ‬فقد‭ ‬طوّرت‭ ‬شركة‭ ‬إنكروما‭ ‬EnChroma‭ ‬زوجا‭ ‬من‭ ‬النظارات‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬تحسين‭ ‬الرؤية‭ ‬اللونية،‭ ‬والتي‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬كنظارات‭ ‬للسلامة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جراحي‭ ‬العيون‭ ‬بالليزر،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يرتديها‭ ‬شخص‭ ‬مصاب‭ ‬بنقص‭ ‬رؤية‭ ‬اللونين‭ ‬الأحمر‭ ‬والأخضر،‭ ‬فربما‭ ‬يرى‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الألوان‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى