أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
التاريخ

من هي ماري تيفوئيد؟

كيف سبب مزيج من الجهل والآيس كريم في وصفة طاهية إلى تفشي مرض قاتل سيئ السمعة

كانت ماري مالون Mary Mallon طاهية ممتازة، فقد لقيت الوجبات التي تُعدها استحساناً لدرجة أنه عُرض على هذه المهاجرة الأيرلندية العديد من الوظائف كطاهية للأسر الثرية في نيويورك. مع الأسف، فعلى الرغم من أن قدراتها في المطبخ كان يمكن أن تجعلها طاهية شهيرة، فإن عدم قدرتها على غسل يديها هو ما أكسبها لقباً جديداً: ماري تيفوئيد Typhoid Mary.
التيفوئيد هو عدوى بكتيرية تسببها سالمونيلا تيفي Salmonella typhi والتي تصيب المريض بالحمى واضطرابات الجهاز الهضمي. وعادة ما ينتشر التيفوئيد بتلوث الطعام والمياه تدنى مستويات النظافة، لكن ماري تسببت في تفشي المرض في المنازل الصحية نسبياً للأسر الثرية.
حيثما كانت ماري تطهو، كان التيفوئيد يحل بالأسر، ولم يمض وقت طويل قبل اكتشاف العلاقة بينها وبين تفشي المرض. وأدى تردد ماري في غسل يديها كما ينبغي إلى تقديم أطباق من العدوى لكل من طهت له.
وعلى الرغم من إصابة عشرات الأشخاص بالمرض حولها، ومع وفاة ثلاثة أشخاص، إلا أن ماري ظلت دون أي أعراض للعدوى. ولهذا السبب، عندما أبلغت السلطات ماري أنها كانت تحمل المرض، نفت ذلك. ويُعتقد أن ما يصل إلى %6 من الأشخاص المصابين بالسالمونيلا التيفية هم حاملون من دون أعراض، وكانت ماري واحدة منهم. مع استمرار البكتيريا بالعيش في جسدها، لم تظهر عليها أي علامة للمرض وصارت ناشرة واسعة النطاق.
ولعدم رغبتها في التخلي عن وظيفتها، غيرت ماري اسمها واستمرت بالطهي رافضة الاعتراف بمغبة أساليبها الضارة. وكانت ماري مسؤولة عن المعاناة والوفاة وحتى فاشية Outbreak المستشفى، في الوقت الذي كانت فيه هي وكثيرون غير مدركين للعلاقة بين غسل اليدين وبعض الأمراض. وتُظهر قصة ماري تيفوئيد كيف يمكن لهذا الفعل البسيط أن يقي من تفشي المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى