مخلوقات الأعماق الغريبة
تعرف على الحيوانات الغريبة والرائعة التي تعيش على عمق آلاف الأمتار تحت سطح محيطاتنا
لم يُستكشف أكثر من %80 من محيطات العالم ولم تُرسم لها خرائط بعد، مما يعني أن هناك الكثير مما نجهله عما يكمن تحت السطح. لا يكفي أن نقول بأن محيطات العالم شاسعة فحسب. يتكون نحو %79 من المحيط الحيوي لكوكبنا من مياه يبلغ عمقها 1,000م، ويقع المكان الذي يصل فيه المحيط إلى أعمق نقطة على بعد 7 أميال من السطح. تُعرف هذه النقطة بخندق ماريانا ترينش Mariana Trench، وهو حوض بشكل الهلال يمتد لأكثر من 1,550 ميل بطول غرب المحيط الهادي.
اكتشفت السفينة البريطانية تشالنجر HMS Challenger الخندق لأول مرة في عام 1875، بعد أن أسقط بحارتها حبلاً ثقيلاً غاص لعمق 5 أميال تقريباً في المحيط. في عام ،1951عادت السفينة البريطانية تشالنجر الثانية HMS Challenger II إلى المكان نفسه فوجدت أن هناك ميلين آخرين يجب قطعهما قبل الوصول إلى القاع. في عام 2012، غاص مُخرج فيلم تيتانيك، جيمس كاميرون ،James Cameronإلى خندق ماريانا في غواصة تتسع لشخص واحد تسمى ديب سي تشالنجر ،Deepsea Challenger حيث قضى 4 ساعات على عمق 7 أميال تحت السطح، فشاهد أعمق نقطة تحت الماء على الأرض.
أعمق نقطة عُثر فيها على
أي سمكة هي 8,372 م
تشير المنطقة القاعية Benthic zone إلى القاع الرسوبي Sedimented bottom أو قاع البحر، في حين تشمل المنطقة السطحية Pelagic zone كل مكان آخر – أي المياه المفتوحة للمحيطات. تُقسّم هاتان المنطقتان إلى مناطق فرعية بداخلهما تصف طبقات المحيط نزولاً لأسفل باتجاه أعمق نقطة على الكوكب، خندق ماريانا. بعيداً عن الطبقة العليا من المحيط، والمعروفة باسم المنطقة السطحية Epipelagic أو المنطقة المضاءة Sunlight zone، تطورت المخلوقات للتكيف مع الحياة في ظل الظروف الباردة والمعتمة القاسية في أعماق البحار.
من أبرز الاختلافات بين الحيوانات التي تعيش في المنطقة السطحية ومخلوقات أعماق البحار هو وفرة الأحياء التي تتميز بضيائية حيوية Bioluminescent. بالنسبة إلى مخلوقات أعماق المحيطات، قد يكون الصيد والعثور على زوج أمراً صعباً جداً في ضوء النهار، لكن في عالم يغيب فيه الضوء تماماً، تعتمد الحيوانات مثل سمك أبو الشص Angler fish (لوفيوس بيسكاتوريوس) Lophius piscatorius على توليد مصدرها الخاص للضوء لاجتذاب الفرائس أو التواصل مع الأعضاء الآخرين من نوعها.
للبحث عن مخلوقات أعماق البحار غير المكتشفة، استخدمت العديد من المؤسسات في معظم أنحاء العالم، مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي National Oceanic and Atmospheric Administration (اختصاراً: الإدارة NOAA)، غواصات أعماق البحار والعربات الجوالة تحت الماء لتجريف أعماق المحيطات بحثاً عن أشكال جديدة للحياة. تلتقط المركبات
الغاطسة التي تُدار عن بعد Remotely operated vehicles (اختصاراً: المركبات ROVs)، مثل هيروكيوليس (هرقل) Hercules التابعة للإدارة ،NOAAلقطات من الحياة في أعماق البحار أثناء نزولها عبر عمود الماء إلى قاع البحر. تعمل بعض المركبات المأهولة، مثل العربة الجوالة المسماة آلفين Alvin، التي تديرها معهد وودز هول لعلوم المحيطات Woods Hole Oceanographic Institution منذ عام 1960، ويمكنها الغوص إلى أعماق كبيرة تصل إلى 4,500م لمشاهدة أشكال الحياة الغريبة والرائعة التي تستوطن أعمق تخوم المحيط.
مناطق المحيط
كيف تنقسم مياه العالم إلى طبقات
المنطقة المضاءة SUNLIGHT ZONE
من السطح حتى 200 م
الطبقة العليا من المحيط والحد الذي يخترق عنده معظم ضوء الشمس المياه.
المنطقة المتوسطة العمق TWILIGHT ZONE
200 إلى 1,000م
تحدث التغيرات الأكثر دراماتيكية في درجة حرارة الماء في هذه المنطقة.
المنطقة المعتمة MIDNIGHT ZONE
1,000 إلى 4,000م
يأتي الضوء الوحيد المرئي في هذه المنطقة من الضيائية الحيوية للأسماك واللافقاريات التي تعيش في أعماق البحار.
منطقة الأعماق السحيقة ABYSSAL ZONE
4,000 إلى 6,000م
تعني درجات الحرارة القريبة من التجمد في هذه المنطقة أنه لا يعيش فيها سوى القليل من الأنواع.
منطقة الأخاديد القاعية العميقة HADAL ZONE
6,000 إلى 10,935م
البيئة الأخيرة والأشد تطرفا في المحيط. يبلغ ضغط الماء فوق خندق ماريانا 1,088 ضعف مستواه عند السطح.
المنطقة المتوسطة العمق
سمكة عيون البرميل
ماكروبينا ميكروستوما(Macropinna microstoma)
تُعرف سمكة عيون البرميل Barreleye أيضاً باسم السمكة الشبح Spookfish، ويضعها مظهرها المخيف في أعلى قائمة أغرب مخلوقات أعماق البحار. أكثر ما يميزها هو محجري العين الزمرديين القابعين تحت جبهة تشبه فتحة سقف السيارة. على الرغم من أنها تبدو كمخلوقات آتية من كوكب غريب، إلا أن للمظهر الفريد لسمكة عيون البرميل غرضاً. فيما يشبه كيفية ترشيح النظارات الشمسية لأشعة الشمس، يمكن للعيني المخضرتين لتلك السمكة أن تحجب أي ضوء في محيطها لاكتشاف أي فريسة تسبح فوقها. يصبح الصيد أمراً سهلاً بفضل جبهتها الشفافة، التي تسمح برؤية أفضل للأعلى. أشار الباحثون أيضاً إلى أن هذه الأسماك يمكنها التمييز بين ضوء الشمس وبين الضيائية الحيوية الطبيعية المنبعثة عن بعض الأنواع .تتغذى سمكة عيون البرميل بشكل أساسي على القشريات والعوالق الحيوانية (البلانكتونات) Zooplankton والسّحَّاريات Siphonophores- وهي مستعمرات تشبه الهلام من الكائنات الحية الفردية. أشارت بعض الدراسات إلى أن سمكة عيون البرميل قد تسبح أيضاً عبر لوامس Tentacles السّحَّاريات وتلتقط الفرائس مثل القشريات العالقة في قبضة السّحَّاري، فتسرق منها وجبتها. أثبتت هذه الأسماك أنها صعبة المنال بالنسبة إلى الباحثين، الذين يأملون في فهم خصائصها البيولوجية والسلوكية بشكل أفضل: فعلى الرغم من وصفها لأول مرة في عام1939 ، لم يسجّل العثور عليها سوى 9 مرات.
المنطقة المتوسطة العمق
وحش السباغيتي الطائر
باثيفيسا كونيفيرا (Bathyphysa conifera)
يبدو هذا المخلوق أشبه بكتلة من الشعر اللامع المسحوب من مصرف المياه (البالوعة)، لكن هذه الحيوان الفوضوي الشكل هوس في الواقع مجتمع من الكائنات الحية التي تشكل مجتمعة بنية تسمى السّحاري.
يشبه إلى حد كبير المجتمع الذي ينتج الشعاب المرجانية، تتكون السّحَّاريات من كائنات دقيقة متعددة الخلايا تسمى الكائنات الحيوانية Zooids. يؤدي كل كائن حيواني دوراً مختلفاً في مجتمع السّحَّاريات – فبعض الكائنات الحيوانية مصممة للصيد، في حين أن بعضها الآخر لا يمكنه سوى التكاثر لإنتاج كائنات حيوانية جديدة. معاً، تكوّن الكائنات الحيوانية نصفي السّحَّاري الكلي. النصف العلوي من وحش السباغيتي مخصص لبنية مليئة بالغاز تسمى العضو الهوائي Pneumatophore، وتُستخدم في التنقل، في حين يتألف الجزء السفلي من بنى تشبه المعكرونة مليئة بالغاستروزويدات Gastrozooids لالتقاط الطعام وهضمه. يمكن أن يصل حجم كائن وحش السباغيتي الكلى إلى أطوالاً هائلة، حيث يصل طول بعض العينات إلى 40م.
من النادر مشاهدة وحش السباغيتي الطائر .FLYING SPAGHETTI MONSTERشوهد المخلوق لأول مرة في عام 1878 عندما علق في شباك إحدى سفن الصيد الألمانية، لكن نظراً لتفضيلها لأعماق البحار، فلم يسجّل سوى عدد قليل من المشاهدات.
المنطقة المتوسطة العمق
أوستراكودرات العملاقة
جيغانتوسيبريس أغاسيزي (Gigantocypris agassizii)
للوهلة الأولى، قد يبدو هذا كحبة ذُرة مفقودة في المحيط، لكن هذا حيوان لافقاري صغير، يُعرف أحياناً باسم روبيان البذور Seed shrimp. على الرغم من أنه قد يكون عملاقاً من حيث الاسم، إلا أن حجم الروبيان لا يزيد عن 2.5 سم فقط. تعيش هذه القشريات، مثل البطلينوس، في قشرة كروية ذات مفصل Hinged. عندما تكون القشرة الشبيهة بالفقاعة مفتوحة، تمتد منها زوائد شبيهة بالريش والتي تعمل كشبكة لاصطياد أي يرقات سمكية أو ديدان صغيرة عابرة.
تكيف روبيان البذور جيداً مع الحياة في الظلام ويستخدم عينين معكوستين لاكتشاف أدنى وميض من الضوء من فريسة محتملة التوهج. تكمن تلك العمالقة الصغار في انتظار أن يعثر عليها الطعام، وتقضي وقتها في السعي في مناطق المحيط التي يتراوح عمقها بين 600 و2,300 م بحثاً عن الطعام.
منطقة الأخاديد القاعية العميقة
عناكب البحر
بيكنوغونيدا (Pycnogonida)
نشأ في أعمق مناطق المحيط وأحلكها ظلمة بعضٌ من أكثر الحيوانات إثارة للرعب، ومنها العناكب البحرية Sea spiders. تأتي عناكب البحر بجميع الأشكال والأحجام، من العناكب التي تناهز في الحجم حبة الأرز إلى لافقاريات يبلغ قطرها 50 سم. تقضي هذه المخلوقات وقتها تصطاد في أعمق قيعان المحيط بحثاً عن حيوانات رخوة الجسم مثل قنديل البحر والشعاب المرجانية وشقائق النعمان، التي تلتهمها باستخدام أفواهها الأنبوبية. على الرغم من أنها تبدو من عائلة العنكبوتيات Arachnid family، إلا أن عناكب البحر تنتمي إلى رتبة Class البيكنوغونيدات Pycnogonids، وهي حشرات تعيش في المحيط تنقسم إلى 1,300 نوع مختلف. إذا كان بإمكان كل من العنكبوت وسرطان البحر ونجم البحر إنجاب صغار مشتركة بينها، فقد يبدو مثل عنكبوت البحر. لكل عنكبوت 8 أرجل، وهيكل خارجي صلب ومخلبين اثنين، فيما تتوزع أعضاؤه الحيوية عبر جميع أرجله.
5 قنديل بحري غريب
1 قنديل أتولا البحري ATOLLA JELLYFISH
المدوسة المتوجة(Coronate medusa)
تعيش هذه المخلوقات ذات اللون الأحمر النابض بالحياة، والمعروفة أيضاً باسم قنديل البحر المنبه Alarm jellyfish، على عمق آلاف الأمتار من السطح حيث لا يستطيع الضوء الأحمر النفاذ عبر المياه، مما يجعلها تبدو غير مرئية تقريباً.
2 قنديل البحر المشطي COMB JELLYFISH
المشطيات (Ctenophores)
تعيش في المياه حول العالم في جميع الأعماق تقريباً، تستخدم قناديل البحر المتكيفة هذه صفوفاً نابضة من الأهداب، ذات المظهر الشبيه بأسنان المشط، للتجذيف في الماء.
3 المدوسة المائية HYDROMEDUSAE
تعيش قناديل البحر القوية هذه في جميع مناطق المحيط، ولها دورة حياة تبدأ كبولب Polyp يعيش في القاع قبل أن يتفتح لتصبح مخلوقاً بالغاً حر السباحة.
4 قنديل البحر الشبحي العملاق GIANT PHANTOM JELLYFISH
ستيغيوميدوسا غيغانتيا (Stygiomedusa gigantea)
يبلغ طول قنديل البحر الغامض هذا أكثر من 10م، وله ”أذرع فموية“ Mouth arms منتفخة تشبه الاشرطة، والتي يُعتقد أنها تعلق بالفريسة ووصلها إلى الفم.
5 قنديل البحر ذو الخوذة HELMET JELLYFISH
بورو (Periphylla periphylla)
تستخدم قناديل البحر هذه عضواً حسياً منتفخاً يمكنه اكتشاف التغير في الضوء. عندما تستشعر الضوء تتراجع إلى عمق المحيط طلباً للحماية.
المنطقة المعتمة
أنقليس لافينبرغ المبتلع
ساكوفارينكس لافينبرغي (Saccopharynx lavenbergi)
يندر الطعام بالنسبة إلى كثير من المخلوقات التي تعيش في المنطقة المعتمة، ولذلك تكيفت بعض الأسماك للاستفادة الكاملة من فرصة مرور وجبة في طريقها. بالنسبة إلى الأنقليس، يعني هذا تطوّر فم ضخم يساعده على ابتلاع فريسته بالكامل. تُعرف هذه الأسماك الشرهة أيضاً باسم الأنقليس البجع ،Pelican eel فتنشر شبكتها لاصطياد الروبيان والحبار والقشريات. لكن فرصة العثور على الطعام مصادفة ضئيلة، لذلك يشع الأنقليس المبتلع قليلاً من الضوء الوردي بالقرب من زعنفته الخلفية لإغراء الفريسة المحتملة المرور في طريقه. لا يحتاج الأنقليس المبتلع إلى العثور على الطعام فحسب، بل يحتاج أيضاً إلى زوج. وبسبب افتقاره للقدرة على رؤية زوجته المستقبلية، يطور ذكر الأنقليس المبتلع Lavenberg’s Gulper Eel عضواً شمياً كبيراً لشم رائحة الإناث. لكن ذلك يأتي بتكلفة باهضة، فالذكر يفقد أسنانه في هذه العملية.
منطقة الأعماق السحيقة
أسماك التنين
الرعاسيات (STOMIIDAE)
هذه الأسماك هي مفترسات مرعبة. لكونها تسبح على بعد آلاف الأمتار من ضوء الشمس، طوّرت أسماك التنين جلداً به صبغات سوداء داكنة تُرى في الطبيعة. يجعلها هذا غير مرئية تقريباً في منطقة الأعماق السحيقة، فتصير مخفية تماماً عن الفرائس الغافلة. تستخدم بعض أنواع أسماك التنين Dragon Fish طُعماً مضيئاً، على غرار أسماك أبو الشص، لإغراء الفرائس بالاقتراب قبل خطفها بأسنانها الكبيرة. اكتشف الباحثون أيضاً أن أسنانها مغطاة ببلورات نانوية Nanocrystals. يمنع طلاء البلورات النانوية أي ضوء بيولوجي من الانعكاس عنها، مما ينبه الفريسة إلى ما يكمن في الظلال. تعمل البلورات النانوية أيضاً على تقوية الأسنان لضمان النجاح بعضة واحدة.
على الرغم من أن هذه المفترسات التي تناهز في الحجم القلم الرصاص تتواجد عادة في منطقة الأعماق السحيقة، تصعد إناث أسماك التنين من أعماق المحيط إلى السطح في الأوقات التي يندر فيها الطعام. يبقى الذكور في الأعماق في كافة الأحوال، معتمدة على طعومها المغرية لجذب الانتباه.
المنطقة المعتمة
ديدان الزومبي
أوسيداكس روزوس (Osedax roseus)
بدلاً من التهام أدمغة الحيوانات الأخرى- كما قد يوحي به اسمها- تفضّل هذه الديدان أن تقتات على الدهون والبروتينات الموجودة في عظام الحيوانات النافقة. تتمثل مهمة هذه الديدان العديمة الفم في التهام هذه الأطعمة الشهية في أعماق البحار. من أجل ”أكل“ الدهون، تُفرز ديدان الزومبي Zombie Worms من جلدها حمضاً يذيب العظام أولاً. وبعد ذلك، تتولى بكتيريا تكافلية تعيش في جسم الدودة هضم المغذيات واستخراجها من الدهون والبروتينات وتتشاركها مع الدودة المضيفة.
جميع الديدان التي شوهدت تتغذى على عظام الحيوانات النافقة في قاع البحر هي من الإناث. من ناحية أخرى، لا يمكن رصد الذكور إلا عبر المجهر، فهي تعيش في مجموعات بداخل أجساد الإناث. يتمثل الغرض من هذا التجمع الداخلي في ضمان التكاثر الناجح في بيئة يصعب فيها العثور على زوج.
منطقة الأعماق السحيقة
خيار البحر السابح
إنيابنياستس إكسيميا (Enypniastes eximia)
تعرف على الجهاز الهضمي الهلامي العائم الذي ينجرف عبر منطقة الأعماق السحيقة في المحيط ويتغذى على الرمال. على عكس الأنواع الأخرى من خيار البحر، التي تعيش في المنطقة القاعية، يمكن لهذا النوع ”السبّاح“ البحث في قاع البحر والهرب من المفترسات المحتملة باستخدام قلنسوته الوتراء Webbed cowl. تتحرك القلنسوة في حركة متموجة كمجذاف لنقل المخلوق عبر المحيط. للحصول على طعامه، يطفو خيار البحر هذا فوق قاع البحر الرملي الغريني، فينفخ الرواسب أثناء تحركه. بداخل حبيبات الرمل الدقيقة توجد قطع دقيقة من الحطام البيولوجي، والمعروفة باسم الثلج البحري .Marine snow تتكون أطعمة أعماق البحار الشهية هذه في معظمها من العوالق النباتية (فايتوبلانكتونات) Phytoplankton التي تغوص إلى القاع، كما تجمع في طريقها براز الأسماك، والمواد المتحللة وغيرها من المواد العضوية.
هذه الوجبة المغذية هي كل ما يحتاج إليه خيار البحر من أجل البقاء على قيد الحياة. بصفته مخلوقاً أعزل نسبياً، طور خيار البحر قدرة على إضاءة أجزاء من جسمه بحيث تكون هشة وتتقشر بسهولة لإلهاء أي مفترسات محتملة ومنحه وقتاً للهروب.
المنطقة المتوسطة العمق
ملائكة البحر
عديمات الأصداف (Gymnosomata)
حصلت هذه المخلوقات الشفافة على اسمها من الطريقة التي تتحرك بها برشاقة عبر الماء عن طريق رفرفة هياكلها الشبيهة بالأجنحة. لكن ملائكة البحر Sea Angels هذه تنتمي إلى عائلة من الرخويات البحرية، مثل أبناء عمومتها ذات الصدفة، فراشة البحر (قرابيات الجسد) Thecosomata. فيما يشبه إلى حد كبير المقارنة بين رخويات الحدائق والقواقع الأرضية، فإن هذه البدائل المائية هي جناحيات الأرجل Pteropodaالتي تسبح بحرية، فإحداهما ذات صدفة، في حين الأخرى ليست كذلك.
على الرغم من أنها تبدو ملائكية، لا ينبغي العبث مع هذه الحيوانات. باستخدام نتوءات تشبه الخطاف تسمى المخاريط الشدقية Buccal cones، تمتص ملائكة البحر أجساد القواقع البحرية وغيرها من اللافقاريات الصدفية وتبتلعها. ملائكة البحر نوع من البزاقة البحرية.
المنطقة المتوسطة العمق
الحبار ذو الزعانف الكبيرة
ماغنابينيدي (Magnapinnidae)
شوهد الحبار ذا الزعانف الكبيرة Bigfin Squid، الذي اكتُشف في العشرين سنة الماضية، في أعماق المحيطات حول العالم، لكن رؤيته نادرة. وصف العلماء حتى الآن 3 أنواع مختلفة من الحبار ذو الزعانف الكبيرة، على الرغم من أنه يرجح وجود المزيد منها. وقد وجدت المشاهدات القليلة أن الحبار يتمايل على عمق 2,000 م تحت السطح، ورصدت أعمق عينة منه على عمق 5,000 م تقريباً. كما يوحي اسمه، فإن الحبار ذا الزعانف الكبيرة مزود بزعنفتين كبيرتين لدفعه عبر الماء، ساحباً معه نحو 6 م من الزوائد .Appendagesلهذا الحبار 8 أذرع ولامستين Tentacles، لكن لا يزال من غير الواضح بالضبط كيف تستخدمها هذه المخلوقات الرائعة.
بقلم: سكوت داتفيلد