ما الأنهار الجوية؟
يتدفق هذا المزيج من بخار الماء عبر الهواء مثل شلالات الأنهار المتدفقة
تدفع الأنهار الجوية بخار الماء الاستوائي باتجاه قطبي الأرض. وهي تتشكل فوق المحيطات وتدفعها الرياح والتيارات النفاثة على ارتفاعات شاهقة. هناك نحو أربعة ممرات من البخار في كل من نصفي الكرة الأرضي في أي وقت، وتمثل هذه الممرات مجتمعة %90 من حركة الرطوبة باتجاه القطبين. ويعدُّ عبور البخار الدافئ مكوناً أساسيّاً للدورة المائية Water Cycle؛ فهو ينقل المطر والثلوج الضرورية الناتجة من التبخر الاستوائي إلى المناطق المعتدلة والقطبية. ومع ذلك، فقد تتسبب الأنهار الجوية في هطول أمطار غزيرة؛ مما يؤدي إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية وتدمير البنية التحتية. وتتحدد قوة النهر الجوي بفعل تركيز الرطوبة وقوة الرياح. وأقوى الأنهار هي المسؤولة عن معظم هطول الأمطار، التي قد تكون مهددة للحياة أحياناً.
ويوجّه كل نهر جوي حدّ يقع بين الكتل الهوائية، المعروف بالجبهة Front. فهناك هواء بارد وجاف أمام الجبهة، في حين يتدفق النهر الدافئ الرطب للأمام في كتلة محكمة. ويتفاعل الهواء البارد والمرتفع الضغط مع النهر الجوي الدافئ والمنخفض الضغط؛ مما يدفعه إلى الأعلى. وأثناء ارتفاعه تنخفض درجة الحرارة ويبدأ البخار بالتكثّف؛ مما يسبب هطول الأمطار. وبالنظر إلى أن طول الأنهار الجوية قد يصل إلى آلاف الكيلومترات، فقد يستمر تساقط الأمطار أو الثلوج لعدة أيام.