ماذا يحدث للجسم في الفضاء؟
لمنع تلف الأعضاء وغليان الدم، تحمي البذلات الفضائية رواد الفضاء من الظروف المميتة للخواء الجليدي
على الرغم من أن جسم الإنسان ملائم تماماً للظروف على الأرض، إلا أنه لن يعمل بالكفاءة نفسها عند تعرضه للظروف السائدة في الفضاء. ولحمايته يرتدي رواد الفضاء بذلات فضائية Spacesuits. وقد توفر هذه البذلات الراحة لرائد الفضاء في درجات الحرارة المتطرفة المتفاوتة، من 150- إلى 120 درجة سيليزية. وإضافة إلى ذلك، فهي تزودهم بالأكسجين للتنفس والماء للشرب وتقيهم من ارتطام الجسيمات الدقيقة والضوء الساطع والإشعاع.
كم من الوقت، إذاً، يمكننا البقاء في الفضاء من دون هذه الملابس الحيوية؟ إذا وجدت لسبب ما أنك تطفو من دون حماية في الفضاء، فستكون التجربة قصيرة. وستظل واعياً لمدة ثوانٍ فقط قبل أن تفقد الوعي وتموت بعد بضع دقائق من الحرمان من الأكسجين.
من دون هواء للتنفس في الخواء الفضائي، قد تخبرنا غرائزنا بأن نحبس أنفاسنا في هذا الموقف- لكن هذا سيكون خطأ. وسيؤدي الضغط المنخفض الذي ينشأ في الخواء إلى تمدد هائل لأي أكسجين متبق، مما يؤدي إلى تمزق الأعضاء الداخلية.
وعلى الرغم من أن البذلات الفضائية تنقذ الحياة، إلا أن السفر إلى الفضاء قد يكون له تأثير هائل في الجسم، حتى في ظل هذه الحماية. ويتعرض رواد الفضاء في المحطات الفضائية إلى عشرة أضعاف الإشعاع الموجود طبيعياً على الأرض. ويتفهم رواد الفضاء الذين يدخلون إلى المدار الضغوط التي يعرضون أجسادهم لها. وتساعد أنظمتهم الغذائية المحددة على الحفاظ على هذا التأثير على أجسادهم عند حده الأدنى، كما يمارسون الرياضة يومياً للحفاظ على عضلات قوية ومنع تدهور العظام.