هذا صحيح: ففي حين تجلس ببساطة لمشاهدة التلفزيون، يطلق تريليونات وتريليونات من الغزاة الأجانب هجوما واسع النطاق على تريليونات الخلايا التي تشكلك «أنت». ويشمل أولئك المهاجمون، المعروفين إجمالا بمسببات الأمراض (المُمْرضات) Patnogens البكتيريا والكائنات الوحيدة الخلية التي تعيش لكي تأكل وتتكاثر؛ والطلائعيات Protists، وهي كائنات وحيدة الخلية أكبر حجما؛ والفيروسات، وهي حزم من المعلومات الوراثية التي تستولي على الخلايا المضيفة وتتكاثر بداخلها؛ والفطريات، وهي نوع من الحياة النباتية.
البكتريا والفيروسات هي أسوأ أولئك المعتدين. وتطلق البكتيريا الخطرة السموم في الجسم، والتي تسبب أمراضا، مثل الإيشيرشيا كولاي E. coli والجمرة الخبيثة Anthrax والطاعون الأسود Black Plague. ويسبب تلف الخلايا بفعل الفيروسات الحصبة، والإنفلونزا، والزكام، من بين العديد من الأمراض الأخرى.
يعج كل شيء في بيئتنا بأولئك المتسللين المجهريين، بما في ذلك جسمك. ويزيد عدد البكتيريا في معدتك وحدها عن عدد جميع الخلايا في جسمك، بنسبة عشرة إلى واحد. ومع ذلك، فعادة ما ينتصر جنودك المجهريون ضد مسببات الأمراض، من خلال مزيج من الحواجز القوية، والقوة الغاشمة، والاستخبارات المتفوقة في ساحة المعركة، والتي يطلق عليها مجتمعةً اسم الجهاز المناعي.