كيف يعدّل الغذاء وراثيا؟
استكشف إنتاج الغذاء المثالي الذي يصنعه البشر في المختبرات العلمية
بقلم: أيلسا هارفي
كان معظم ما نأكله يُجلب من المزارع والمصانع التي تربي وتنتج لصناعة المواد الغذائية حصريا. وطوال قرون عديدة تلاعب البشر بنتائج وجاذبية مصادر الطعام بتغيير خصائصها. وعن طريق اختيار الخصائص المثالية، أنتج البشر منهجياً العديد من توليفات الخصائص المرغوب فيها بالطعام، والتي لم تكن لتحدث بشكل طبيعي.
ويعد التعديل الوراثي Genetic modification أحد السبل المتبعة لضمان حصول طعامنا على النتيجة المرجوة، بموجب إجراء دقيق وعلمي. واعتمدت طرق الاستيلاد الانتقائي السابقة على الحظ في بعض أجزاء العملية، ولكن فيما يتعلق بهذه التقنية الأكثر تطوراً، تقطع بنية الحمض النووي للكائن وتعدّل في فعل أكثر مباشرة، والذي يتحكم بقوة في النتيجة ومستوى الإنتاج.
ومن أجل زراعة الطعام الأنسب لبيئته مع تضمين أفضل السمات، يتطلع العلماء إلى الكائنات الحية التي تزدهر طبيعياً. وبالنظر إلى الجوانب المفيدة لحمضها النووي، تُدمج في إنتاج الأطعمة بكميات كبيرة وتحقيق كمال المحاصيل. وعن طريق تجربة أصناف جديدة، يمكن للأطعمة المعدلة وراثياً زيادة النكهة والتغذية، وكذلك حماية الكائن الحي من الأمراض. وبعد تصنيعها في المختبرات، يتلاعب العلماء بتوليفات من الجينات في مصادر الغذاء المختلفة للحصول على نتيجة نهائية تتفوق على الخصائص الطبيعية.
ولكن، هل هناك أي آثار سلبية للأغذية المنتجة بهذه الطريقة؟ على مرّ السنين، أثار كثيرون مخاوف بشأن ما إذا كان تصنيع واستهلاك هذه الأغذية ضاراً بصحتنا وبصحة البيئة. وقد يؤدي تغيير مسار الطبيعة إلى إدخال جوانب مفيدة لكل مصدر غذائي، لكن من المهم أيضاً أن نعرف المواضع التي يمكن أن تتعطل فيها هذه المنهجية. ويعتقد البعض أن الأطعمة المعدلة قد تزيد من احتمال حدوث تفاعلات تحسسية لدى من يتناولونها، وكذلك تبرير صنع مبيدات عشبية Herbicides ومبيدات آفات Pesticides أكثر سمية من قبل شركات الكيماويات لاستخدامها في المحاصيل المقاومة.