أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
التاريخ

كيف رسم أســـــلافنـا العالم

بِمَ تخبرنا الصور القديمة للكرة الأرضية عن أسلافنا

بقلم: إيلسا هارفي

هل هناك خريطة دقيقة تماماً للعالم؟ بفضل توليفة من الصور المأخوذة من الفضاء والحسابات الدقيقة، قد يبدو الأمر كذلك. لكن في الواقع، لا توجد خريطة دقيقة تماماً. وعند التقاط صور من كل زاوية من الكرة الأرضية، يجب تسطيح الأشكال والخطوط التي تشكل القارات والحدود المتعرجة التي تشكل الحدود بين البر والبحر.
خريطة العالم الأكثر شيوعاً اليوم تُسمى إسقاط مركاتور Mercator projection، وعلى الرغم من قبولها باعتبارها دقيقة، إلا أنها مليئة بالفعل بالتنازلات. ولملاءمة جسم كروي في مساحة مسطحة مستطيلة، قوّمت خطوط العرض. ونتيجة لذلك، صارت كتل الأرض مشوهة مقارنة بحجمها وشكلها الحقيقيين. فمثلاً، تبدو القارة القطبية الجنوبية عملاقة مقارنة بأستراليا، في حين أنهما متشابهتان في الحجم.
قد تشعر الآن بأنك تعرضت للتضليل في صف الجغرافيا بمدرستك، لكن صورنا المرسومة للعالم قطعت شوطاً طويلاً. وتمنحنا التكنولوجيا الثقة في أننا تمكنا على الأقل من تضمين المساحة الإجمالية للكرة الأرضية، كما يمكننا استخدام مصادر أخرى لمعرفة الأحجام الحقيقية لكل بلد. منذ ما يزيد على 2,000 سنة لا يمكن مقارنة الخرائط التي رسمها كبار العلماء بالخرائط التي نستخدمها اليوم. ولنضع جانبا مهمة إنتاج خريطة دقيقة اليوم، لكن تخيل الصعوبة التي واجهها أولئك الذين لم يعبروا البحار مطلقاً. ومن دون أي فكرة عن مدى ضخامة الكوكب- ومن دون معرفة أن الأرض كروية- كان العالم الوحيد الأكثر أهمية هو بلداتهم أو دولهم. ربما رأوا الأرض الواقعة عبر المياه، لكن من دون أي وسيلة لفهمها، سردوا قصصاً عن الوحوش التي ربما عاشت هناك ودمجوها في رسوماتهم.
تطورت الخرائط مع اتساع نطاق معرفتنا بالعالم. منذ أن كان العالم كله يتألف من عدد قليل من المدن إلى الخرائط التي تجمع بين الأساطير والجغرافيا بأجزاء متساوية، سنروي لكم بعض محاولاتنا لرسم خريطة للعالم على مدى مئات السنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى