بقلم: إيلسا هارفي
في كل يوم، نستخدم أجسامنا كأدوات. وتنقلنا أرجلنا إلى حيث نريد، ويمكن لأصابعنا أن تُحس بالأشياء التي نحملها، وتعمل أعضاؤنا الداخلية كمحركات لتوليد الطاقة التي نحتاج إليها للعيش. وقد يسهل نسيان كل وظيفة محددة تؤديها أجسامنا حتى تفشل إحداها أو تصبح هشة أو غير صالحة للاستعمال.
ماذا نفعل إذا مزق جسم حاد جلدنا، وكشف اللحم والدم الموجود تحت طبقات حمايتنا الخارجية؟ لحسن الحظ، مثلما تتخصص أجزاء مختلفة من أجسامنا في أدوارها الفريدة، فقد طورت أيضاً طرقاً لإعادة تجميع الأعضاء معاً واستعادة الصحة بعد المرض الشديد. مع التدفق المستمر للجراثيم والتدهور السريع المصاحب لزيادة فقدان الدم، لم نكن لنظل على قيد الحياة طويلاً من دون قدرتنا المذهلة على الشفاء.
عندما تنظر في المرآة كل يوم، قد تظن أن الصورة التي تراها ثابتة إلى حد ما. ولكن إذا نظرت إلى نفسك بعد 28 يوماً، ستكتسي بشرة جديدة تماماً. وتتغير الخلايا التي يتكون منها جلدك باستمرار- وهي عملية أساسية وضرورية لإصلاح الضرر وحمايتك. فالجلد هو أكبر عضو في جسمك. وهو يغطي جسمك بالكامل، لذلك فهو معرض مباشرة لبيئتك المحيطة، مما يجعله الجزء الأكثر تضرراً من الجسم.
إن القدرة على تكوين خلايا جلد جديدة ومعززة تمكن جسمك من سد الفجوات الموجودة في هذه الدرع، مما يقلل مقدار الشفاء ومكافحة العدوى التي يلزم حدوثها في أعضاء الجسم الأكثر ضعفاً.
حتى الوظائف البيولوجية التي ظننا سابقاً أنها ثابتة اتضح أنها تتغير. فالمرونة العصبية Neuroplasticity هي ظاهرة تغير الإشارات العصبية في الدماغ. بتدريب الدماغ، تمكّن بعض الأشخاص من إنشاء مسارات جديدة، مما مكنهم من تحسين ذاكرتهم وحتى التعافي من تلف الدماغ. ومع اكتشافنا لطرق جديدة لتحوير أكثر المجالات تعقيداً في البيولوجيا البشرية، نحن نوسّع طرقنا لعكس الضرر.