كيف تحفر الديدان
تؤدي هذه المخلوقات عملاً جسدياً مثيراً للإعجاب عند اهتزاز أجسادها العديمة الأطراف عبر التربة
بقلم: إيلسا هارفي
هذه المخلوقات الوردية الرخوة والاسفنجية التي صادفتها لأول مرة عندما كنت تلعب بالخارج في طفولتك، قد تبدو الديدان هشة جدا. وبجلدها الخارجي الناعم مع قليل من الحماية، عندما رأيتها لأول مرة وهي تدفن نفسها بعيداً عن الأنظار وتغوص في الأرض، ربما تساءلت كيف يمكنها عمل ذلك. وكيف يمكنها التنقل في هذه الأعماق من دون عيون أو آذان؟ عندما تحفر الديدان، فإنها تحرك تياراً من التربة. ولأنها تبتلع التربة الرطبة أثناء تجوالها، فإن هذه التربة تمرُّ عبر أجسادها الممدودة قبل أن تُفرز خلفها في أعقابها. وهي تهضم المواد العضوية وأوراق الشجر كغذاء، كما تعُيد العناصر الغذائية إلى التربة أثناء تحركها.
في عالم يسوده الظلام، فإن الطريقة الوحيدة التي يتعين عليها اتباعها للنجاة من التهديدات المستمرة لمناقير الطيور وحيوانات الخُلد الجائعة والمفترسات الأخرى هي أن تستشعر طريقها. ويمكن للأعصاب في أجسادها اكتشاف الضوء والاهتزازات أثناء مناورتها، فتتحرك أجسادها استجابة لذلك. لا يمكننا رصد حركات الديدان إلاّ في جزءٍ صغير من حياتها في المناسبات النادرة التي تظهر فيها، فما السحر الذي تفعله عندما تكون بعيدة عن الأنظار ومختفية في تربتها؟