على الرغم من أن معظم الرسوم المتحركة التي تُعرض على شاشاتنا حالياً تُنشأ على الحواسيب، فإن تاريخ الرسوم المتحركة المرسومة يدوياً يعود إلى نحو قرنين من الزمن. تحقق إنشاء وهم الحركة لأول مرة باستخدام سلسلة من الصور على قرص مسطح يسمى المصطربة Phenakistoscope. فقد كانت فتحات المشاهدة Viewing slits توضع على مسافات متساوية بطول محيط القرص، فكان يُنظر عبرها في حين يمسك المستخدم بالجهاز ويقربه من مرآة ويديره. يخلق التحديق عبر هذه الفتحات في الصور المنعكسة في المرآة تسلسل تحريك Looping sequence سلساً عند تدوير القرص بالسرعة المناسبة.
استُلهم العديد من البدائل التجريبية من المصطربة في محاولة لخلق خداع بصري مماثل، لكن الزوتروب Zoetrope كان أكثرها نجاحاً على الإطلاق. صمم الزوتروب وليام إنساين لينكولن William Ensign Lincoln في عام 1865، وتألف من أسطوانة مجوفة تقع فوق مغزل يمكن أن يوضع بداخله شريط من الصور التي تتغير تدريجياً. وضعت نوافذ عرض عمودية حول الزوتروب لعرض شريط الصور بالداخل. كانت الصور في نسخة لينكولن تُقص عند مستوى أعلى مقارنة ببراءات الاختراع المماثلة، فوق شريط الصورة نفسه، مما يسمح باستبدال الشريط بآخر بسهولة. مع اصطفاف كل مرحلة من الشريط مقابل هذه الفتحات، يؤدي تدوير الجهاز إلى تحريك سلسلة الصور الثابتة بالنسبة إلى المشاهد – وعلى عكس المصطربة، كان بوسع العديد من الأشخاص مشاهدة هذه الرسوم المتحركة في الوقت نفسه.
أرسل لينكولن تصميمه إلى شركة ميلتون برادلي Milton Bradley Company الصانعة للألعاب اللوحية، والتي أعلنت عنها بحلول عيد الميلاد لعام 1886 باعتبارها لعبة بصرية مثيرة. تضمنت النسخة التي أنتجت منها كميات كبيرة على 13 فتحة حول الأسطوانة لضمان تشغيل تسلسلات الرسوم المتحركة بسلاسة. صار الزوتروب نوعاً شائعاً من وسائل الترفيه، وبحلول عام 1868، كان هناك 73 شريطاً مختلفاً متاحاً للاستخدام في الجهاز.
تعين أن تكون الصور داكنة، نظراً لأن أي تفاصيل دقيقة تصير غير واضحة عند تدوير الجهاز، واحتوت عادة على عدد قليل من الألوان الزاهية.
بالعودة إلى استخدام المصطربة للانعكاس، تفوق عارض الصور (البراكسينوسكوب)Praxinoscope الذي ظهر في عام 1877 على الزوتروب باستبدال فتحات الرؤية الرفيعة بحلقة مركزية من المرايا، مما نتج منه استقرار أفضل وصورة أكثر سطوعاً مع تشوّه أقل. في عام 1888، طوّر مخترعه إميل رينو Émile Reynaud نسخة يمكنها أن تعرض تسلسلات متحركة، ولكن سرعان ما حلت محله أجهزة عرض الأفلام الفوتوغرافية مع بزوغ فجر السينما.
تقليب الصور الثابتة
يُعرف أيضاً بكراس الطي Kineograph، وهو شكل بسيط من أشكال الرسوم المتحركة لا يزال يُستمتع به حتى اليوم. تُرسم كل من مراحل الرسوم المتحركة على قطعة منفصلة من الورق، وتشكّل معاً كراسة صغيرة. وعند قلب الصفحات في تتابع سريع، فإن الصور في كل صفحة تندمج لتنشئ صورة متحركة. على الرغم من أن هذه التصميم أبسط بكثير من الزوتروب والأجهزة المماثلة، إلا أن التوثيق الأول لكراس الطي كان في 18 مارس 1868، وحينها كان الزوتروب متاحاً على نطاق واسع بالفعل.
إلى بُعد آخر
صنع إتيان-جول ماري Étienne-Jules Marey أول زوتروب ثلاثي الأبعاد في عام 1887، والذي ضم نماذج لطائر أثناء تحليقه، والذي يشاهد عبر فتحات بطريقة الزوتروب التقليدية نفسها. ولكن التطورات الحديثة مكنت الفنانين من التخلي عن الأسطوانة تماماً. صمم إريك دراير Eric Dyer منحوتات دوارة تتبع المبادئ نفسها، أما كيفن هولمز Kevin Holmes فاستخدم مزيجاً من الطباعة ثلاثية الأبعاد والإضاءة القوية لإنشاء دوامات خيل (كاروسيل) Carousels مرسومة يدوياً يبدأ عملها عند الدوران بالسرعة المناسبة.
بدء الحركة
1825
طُرح القرص المتقلب (الثوماتروب) Thaumatrope، الذي تظهر فيه صورتان على جانبي قرص صغير كصورة واحدة عند تدويرها بين خيطين.
1832
ابتكر الفيزيائي البلجيكي جوزيف بلاتو Joseph Plateau والمخترع النمساوي سيمون شتامفر Simon Stampfer المصطربة بصورة مستقلة عن بعضهما البعض.
1834
وضع ويليام جورج هورنرWilliam George Horner نظرية لصنع نسخة أسطوانية من المصطربة، وأسماها ديداليوم Dædaleum، لكنها لم تُنتج قطُّ.
1855
اقترح يوهان نيبوموك تشيرماك Johann Nepomuk Czermak المنصة المجسمة Stereophoroskop، والتي تستخدم فتحات ومرآة مركزية لعرض الحركة.
1860
حصل بيتر هوبرت ديفينز Peter Hubert Desvignes على براءة اختراع الميموسكوب Mimoscope، وهو طبلة مجسمة تدور على محور أفقي، واستخدمها لعرض حركة الحيوانات في عام .1862
1865
اخترع لينكولن الزوتروب Zoetrope، واسمه مشتق من كلمتين يونانيتين، هما Zoe بمعنى ”الحياة“ وTropos بمعنى التدوير.
1868
صنع جيمس كليرك ماكسويل James Clerk Maxwell نسخة محسنة من الزوتروب، والتي استخدمت عدسات مقعرة بدلاً من الشقوق.
1877
ابتكر المخترع الفرنسي شارل-رينو Charles-Émile Reynaudالبراكسينوسكوب، الذي استخدم مرايا مركزية لعكس شريط من الصور.
بقلم: نيكول روبنسون