■ المؤلفة: إستر غونستالا Esther Gonstalla
■ الناشر: ويكوم Oekom
■ السعر: 19.99 جنيه إسترليني/ 24.99 دولار أمريكي
■ تاريخ الإصدار: صدر فعلياً
لم يكن خطر الاحترار العالمي قطُّ أكبر مما هو عليه الآن. يحذر العلماء حاليًّا من أننا إذا لم نفعل شيئاً جديًّا لإبطاء وتيرة ارتفاع الحرارة على الأرض، فقد نتسبب لكوكبنا في غضون السنوات القليلة المقبلة بأضرار يتعذر إصلاحها. وتقع محيطاتنا في مركز هذه الجهود، فهي تؤدي دوراً أساسياً في تنظيم الحرارة- فمع ارتفاع حرارتها بوتيرة متسارعة، ترتفع مستويات سطح البحر، وتتزايد درجات الحرارة، ومن ثم تتضاءل فرصنا في البقاء على قيد الحياة.
هذه هي الرسالة الواضحة لـكتاب المحيط الذي يتسم بالصراحة الشديدة وهو يصحبك عبر المبادئ العلمية وراء ارتفاع درجات الحرارة. ويبدأ الأمر بتفسير كيف أدت تغيرات درجات الحرارة عبر تاريخ الأرض إلى تغيير الطريقة التي تشكلت بها الحياة والعلاقة الوثيقة بين البحار والمناخ. وبعد ذلك تتوالى الأخبار السيئة: زيادة الحموضة بسبب غازات الدفيئة؛ اضطراب التيارات المحيطية بسبب ذوبان الجليد البحري وزيادة معدلات هطول الأمطار ؛ ارتفاع مستويات سطح البحر المتوقع أن يصل إلى خمسة أمتار خلال القرون الثلاثة المقبلة – ولذلك فهذه ليست دائماً قراءة سهلة. وينتقل الكتاب إلى الأنواع المهددة بالانقراض ويشرح كيف يدمر الصيد الجائر الموائل وكيف يتم صيد الدلافين وقتلها بالقرب من اليابان. ويسرد الكتاب كل هذا قبل أن نتحدث عن الحَفْر، والتلوث بالبلاستيك، والانسكابات النفطية، والنشاط الإشعاعي وغيرها. وإذا بدا الأمر قاتماً؛ فهذا لأنه كذلك بالفعل. واقع الحال هو أن المحيطات تتضرر بشدة بفعل الأنشطة البشرية، ومن دون تغيير ما يحدث فقد نتجاوز قريباً إمكانية الإصلاح. ولن يكون هذا الكتاب قراءة ممتعة للجميع، ولكنه يبذل جهداً رائعاً لتوضيح جميع النقاط باستخدام رسومات بسيطة ولكنها فعالة وتوصّل المعنى المقصود. وتساعدك الخرائط التوضيحية على معرفة كيف تتدفق تيارات المحيطات، وتساعد الصور على تفسير المبادئ العلمية، في حين يتسم أسلوب الكتابة بالبساطة، فيلتزم بالحقائق ويشرح كيف يمكن أن تسوء الأمور إذا لم نتصرف بسرعة.
لكن ليس كل الكتاب بمثل هذه الكآبة- فهناك أقسام تشرح التغيرات الإيجابية الجارية على محيطاتنا من خلال أمور مثل مناطق الحفظ والمزارع السمكية المستدامة والصديقة للبيئة. تزودنا هذه اللمحات الصغيرة بفكرة عن الكيفية التي يمكن بها للصناعات الكبرى أن تساعد على حماية المحيطات، لكنها قليلة ومتباعدة في هذه النظرة الجريئة بالضرورة على حالة بحارنا.
