في قلب ميلانو، توجد خامس أكبر كاتدرائية في العالم. تعرف باسم ديومو دي ميلانو Duomo Di Milano بالإيطالية، وقد أمر ببنائها المطران أنطونيو دا سالوزو في عام 1386 كبديل لكاتدرائية سانتا ماريا ماغيوري القديمة.
كانت الكاتدرائية الجديدة في الأصل ستبنى من الطوب الطيني، ولكن لورد ميلانو، جيان غاليازو فيسكونتي، رأى أن رخام كاندوجليا ذا اللون الأبيض- الوردي سيخلق انطباعا بالفخامة. استُقدمت قوة عمل من المهندسين المعماريين والنحاتين والعمال من جميع أنحاء أوروبا للعمل في المشروع، وتم حفر شبكة من القنوات لنقل الرخام من محاجر كاندوجليا إلى موقع البناء.
وبحلول عام 1560، كان جزء كبير من الصحن قد اكتمل، كما تم تشييد أول الأبراج، لكن تنصيب مطران جديد أدى إلى تغيير الخطط.
بسبب تأثره بحركة الإصلاح الكاثوليكي، اختار كارلو بوروميو ومهندسه بيلغرينو بيلغريني تقليل المظهر القوطي لصالح مظهر عصر النهضة في حين واصلا تطوير الديكورات الداخلية وتصميم واجهة جديدة. ومع ذلك، فعندما تم تعيين المهندس المعماري كارلو بوزي في القرن السابع عشر، عاد إلى النمط القوطي، وأضاف إليها البرج الرئيسي المميز وتمثال المادونينا.
يبلغ ارتفاع المبنى حاليا 108.5 م، لكن الواجهة لا تزال باقية من الكاتدرائية الأصلية. أدت الظروف السياسية ونقص التمويل إلى إيقاف المشروع حتى جاء نابليون بونابرت، مع اقتراب تنصيبه حاكما على إيطاليا، فأمر بالانتهاء من بناء الواجهة الجديد في عام 1805. تسبب القصف المدفعي من قبل الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية في مزيد من التأخير، لكن البناء اكتمل أخيرا في عام 1965. عمل 78 مهندسا معماريا مختلفا على بناء الكاتدرائية على مدى ستة قرون.