قوة الحافلات الهيدروجينية

نظراً إلى تزايد الطلب العالمي عليه، أوشك الوقود الأحفوري المستخدَم لتسيير المركبات على الطرق أن ينفد. من ناحية أخرى يمكن الحصول إلى الهيدروجين في كل مكان في معظم أنحاء العالم ويحتوي على نسبة عالية من الطاقة لكل وحدة وزن. تحتوي الأرض على كثير من الهيدروجين لاستخدامه وقوداً للمركبات، لكونه ثالث أكثر العناصر وفرة على سطحها بعد الأكسجين والسيليكون، لكنه لا يوجد طبيعياً في شكله النقي. فمن أجل إنتاج وقود الهيدروجين، يجب استخراج الهيدروجين من مركبات مثل الماء والميثان.

اختُرعت أول سيارة تعمل بالهيدروجين في العام 1806، لكن بعد قرنين من الزمن، توجد هذه التقنية الآن في آلات أكبر بكثير. يوفر الهيدروجين كوقود بديلاً أكثر استدامة وخالياً من الانبعاثات للوقود الأحفوري. تتضح إمكاناته أيضاً في وسائل النقل العام، في شكل أول حافلة هيدروجينية ذات طابقين: الهيدرولاينر Hydroliner. تصنع شركةُ رايت باص Wrightbus الحافلة المائية (الهيدرولاينر) التي ينبعث الماء النقي من أنبوب عادمها. تُنتج الطاقة الكهربائية المتولدة داخل هذا النوع من المركبات في خلية وقود Fuel cell تحل محل محركات الديزل. تمزج خلية الوقود الهيدروجين النقي مع الأكسجين المتدفق. والمنتج النهائي هو الكهرباء، مع انبعاث الحرارة والماء كمنتجَين ثانويين. في المدن التي يكون الهواء المحيط بها شديد التلوث، يمكن استخدام العربات الهيدروجينية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة للحصول على هواء أكثر نقاءً، وللمساعدة في إبطاء وتيرة الاحترار العالمي.

أين محطات الوقود؟

بسبب استهلاكها الكبير لوقود الهيدروجين، يجب قيادة حافلة الهيدرولاينر ضمن نطاق محطة التزود بوقود الهيدروجين. تتباين هذه الخدمات حالياً بناءً على الطلب في المنطقة. يمكن توليد الوقود بالمحطة حيث ينتج الغاز محلياً، ومن ثم يُنقل إلى الموقع. عند تعبئة خزانات الهيدروجين، تكون العملية بالنسبة إلى السائق مماثلة لملء خزان حافلته بالبنزين أو الديزل، على الرغم من أن الضغط العالي الذي يغادر به الهيدروجين المضخة كثيراً ما يُحدث ضوضاء عالية. عندما تلامس المضخة الحافلة، فإنها تستقر في مكانها لضمان التوصيل قبل إطلاق أي وقود. تعمل حافلات الهيدرولاينر العاملة في مدينة أبردين الإسكتلندية بالهيدروجين المنتج محلياً. تولَّد الطاقة الكهربائية في مزارع الرياح والمياه وتُستخدَم لنزع الهيدروجين من الماء.

تجربة الركاب

يمكن لـحافلة الهيدرولاينر استيعاب ما يصل إلى 86 راكباً. تعمل هذه الحافلات حالياً في مدن برمنغهام ولندن وبلفاست ودبلن وأبردين في المملكة المتحدة وأيرلندا، وتساعد على تقليل التلوث للسكان والزوار. نظراً إلى أن أضخم مكونات الحافلة، وهي أسطوانات الهيدروجين، تخزَّن في الجزء الخلفي من الحافلة، ومن دون أن يَشغل المحركُ المركزي مساحة كبيرة، فلن تتأثر منطقة الركاب. بدلاً من تشغيل محرك يُحدث جلبة في المؤخرة، لا يُصدِر سوى صوت خفيض. يبشر ذلك المدن بالكثير من الهدوء، كما إنه أقل إزعاجاً للطرق الريفية الهادئة.

”تمزج خلية الوقود بين الهيدروجين النقي والأكسجين المتدفق“

بقلم: إيلسا هارفي