قد يرسِل ”الشفق القطبي“ لكوكب غريب إشاراتٍ باتجاه الأرض
يُحتمل اكتشاف 4 كواكب غريبة جديدة تماماً بعد أن رصد العلماء ومضات راديوية متلألئة للشفق القطبي Aurorae في الأغلفة الجوي لتلك الكواكب.
يحدث الشفق القطبي عندما تصطدم الرياح الشمسية ،Solar windوهي عواصف عاتية من الجزيئات الكهربائية المنبعثة من الشمس، بالدرع المغناطيسية للكوكب .تشهد الأرض شفقاً قطبياً بالقرب من قطبيها الشمالي والجنوبي، حيث تنتشر عبر السماء عروض مدهشة من الألوان والأضواء .لكن هذا العرض الضوئي المبهج ليس سوى جزء من القصة؛ يعرف علماء الفلك أن التصادم الكوني بين الرياح الشمسية والمجالات المغناطيسية Magnetic fields يُنتج أيضاً ومضات ساطعة من الضوء الراديوي، والتي يمكن رؤيتها في كل أنحاء المجرة .بالنسبة إلى مراقب فضائي على بُعد مئات السنين الضوئية، قد يبدو الشفق القطبي للأرض وكأنه انفجارات مفاجئة وساطعة من الطاقة الراديوية.
يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا 4 كواكب تقع ضمن مسافة 160 سنة ضوئية من الأرض برصد ومضات الراديو المتلألئة للشفق القطبي في الأغلفة الجوية لتلك الكواكب. إذا أكدتها الأبحاث المستقبلية، فستمثل هذه الكواكب الغريبة الأربعة أول كواكب تُكتشف بموجات الراديو، مما قد يفتح طريقاً جديداً لاكتشاف الكواكب في مجرتنا. قال جوزيف كالينغهام ،Joseph Callingham عالم الفيزياء الفلكية في جامعة لايدن في هولندا :”إنه مشهد جذب انتباهنا من بُعد سنوات ضوئية“.
اكتشف الباحثون هذه الكواكب المحتملة بالمصادفة إلى حد ما في أثناء مسح النجوم القزمة الحمراء القريبة باستخدام التلسكوب الراديوي المنخفض التردد Low Frequency Array (اختصاراً :التلسكوب LOFAR) في هولندا. الأقزام الحمراء Red dwarfs هي نجوم أصغر وأبرد بكثير من شمسنا ويُعتقد أنها أكثر أنواع النجوم شيوعاً في المجرة .تحتوي هذه النجوم عادة على مجالات مغناطيسية كبيرة جداً، وتميل إلى بث دفعات هائلة من الطاقة التي تُرى عبر الطيف الكهرومغناطيسي.
من بين الأقزام الحمراء التسعة عشر التي اكتشفها الباحثون، بدا 4 منها غريبة إلى حد ما. بدت هذه النجوم الغريبة قديمة جداً وغير نشطة مغناطيسياً، لكنها ظلت تتألق بإشارات راديوية ساطعة. إذا لم تكن هذه الإشارات ناتجة عن انفجارات مغناطيسية كبيرة، فماذا عساه أن يسببها؟ باستخدام نمذجة رياضياتية، خلص الفريق إلى أن الإشارات الراديوية الغريبة نتجت على الأرجح عن عملية شفقية قوية تحدث في أجواء الكواكب غير المرئية وغير المكتشفة، والتي تدور حول نجوم قديمة. تشبه هذه العملية الشفق القطبي على الأرض، حيث تصطدم الرياح الشمسية المشحونة بمجال مغناطيسي، لكنها قد تتصرف مثل الشفق القطبي القوي الذي يُرى على كوكب المشتري.
قال كالينغهام :”الشفق القطبي للمشتري أقوى بكثير، فقمره البركاني آيو Io يقذف بالمادة إلى الفضاء، فيملأ بيئة المشتري بجزيئات تسبب شفقاً قطبياً قوياً بنحو مذهل .نموذجنا لهذا البث الراديوي من نجومنا هو نسخة موسعة لكوكب المشتري وقمره آيو“. باستخدام البيانات الراديوية وحدها، لا يمكن للباحثين التأكد من أن الكواكب الخفية مسؤولة عن الإشارات الغريبة حول هذه النجوم القديمة. لكن يبدو أن الشفق الكوكبي القوي هو التفسير الأكثر منطقية في الوقت الحالي.
يمكن أن يكشف مزيد من الملاحظات عن النجوم الذاوية عما إذا كانت نظرية الفريق صحيحة، وما إذا كان بوسع الانفجارات الساطعة للطاقة الراديوية أن تساعد في توجيه علماء الفلك إلى كواكب أكثر غرابة في المستقبل.