عيد ميلاد سعيد مذهل لصورة سديم السرطان لتلسكوب هابل
بقلم: براندون سبيكتور
منذ 20 عاماً اكتشف تلسكوب هابل الفضائي سرطانَ بحر عملاقاً في السماء. وقبل عيد ميلاد التلسكوب التاسع والعشرين مباشرة التقطت عدسات التلسكوب مرة أخرى صورة لسديم السرطان الجنوبي لتذكير العالم بأن الكون غامض وجميل، وبأن إطلاق كاميرات عملاقة في الفضاء هو فكرة جيدة حقّاً.
وفي كل عام يقضي هابل جزءاً صغيراً من وقته في التقاط صورة رائعة لذكرى مثل هذه، وفقاً لبيان صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) التي تدير التلسكوب بالتعاون مع الوكالة ناسا. ويذكرنا قرار تصوير سديم السرطان الجنوبي لصورة عيد ميلاد هذا العام بأول لقاء بين المصور وموضوعه في عام 1998، عندما التقط هابل للمرة الأولى صورة لكامل بنية السديم الشبيهة بالساعة الرملية. ويقع سديم السرطان الجنوبي في كوكبة القنطور Centarus Constellation، على بعد نحو 7,000 سنة ضوئية من الأرض. وما يشبه أرجل وكلّابات السرطان الكوني هو في الواقع فقاعتان مزدوجتان من الغازات والغبار التي لفظها نجمان اثنان في مركز السديم. ويتكون هذا الزوج السماوي الغريب من عملاق أحمر Red giant – وهو نجم هائل في سبيله للخمود ويعمل على طرح قشرته من المادة الخارجية- وقزم أبيض White dwarf- أي القشرة الضئيلة الخامدة المؤلفة من البلورات الساخنة التي تتبقى بعد أن يلفظ العملاق لأحمر آخر نفثاته من الغازات.
ووفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية ESA، يتعايش هذا الثنائي في علاقة يوصل بموجبها العملاق الأحمر الغازات والغبار باستمرار إلى القزم الأبيض بفعل جاذبيته. وبعد تراكمها على مدى آلاف السنين، قد تؤدي كل تلك النفايات الفضائية إلى ثوران على السطح المتفجر للقزم الأبيض؛ مما يؤدي إلى تناثر المادة عبر الفضاء في فقاعات عملاقة. ويعتقد علماء الفلك أن هذا حدث مرتين في الماضي القريب نسبيّاً؛ مما أدى إلى ظهور اللطختين المزدوجتين من المادة المتوهجة التى تُرى في صور السديم التي التقطها تلسكوب هابل.