عنكبوت يقتل فرائسه بتكتيك شنيع
تأكل بعض العناكب شباكها
لإعادة تدوير مادتها
تهاجم عناكب ذات زغب وأرجل طويلة فرائسها باستخدام تكتيك شنيع – هو تغطيتها بسوائله الهضمية السامة. على عكس معظم العناكب الأخرى، لا يمتلك العنكبوت النساج ذو الأرجل الريشية Feather- legged lace weaver (أولوبوروس بلوميبس Uloborus plumipes) غدداً منتجة للسم أو وسيلة لحقن فرائسه بالسم عبر أنيابه. بدلاً من ذلك، يبدو أن هذه العناكب تنتج سموماً عصبية في أمعائها، مما قد يساعد على تفسير استراتيجية الصيد غير المعتادة التي تتبعها لإغراق ضحاياها في السوائل التي يفرزها جهازها الهضمي، كما اكتشف الباحثون. قالت جوليا زانكولي ،Giulia Zancolli عالمة البيولوجيا التطورية بجامعة لوزان في سويسرا: ”يبدو أن هناك مادة ما في السوائل الهضمية تقتل الفريسة“، والذي قد يكون السموم التي اكتشفتها هذه الدراسة.
عندما تحبس معظم العناكب حشرةً في نسيجها، فإنها تحقنها بالسم التي تُفرزه أنيابها لشل حركتها، ثم تغطي كل قضمة منها بالسوائل الهضمية للمساعدة على تفتيت جسم الحشرة قبل أكلها. لكن العناكب من فصيلة العناكب النساجة أولوبوريدي ،Uloboridae مثل العنكبوت النساج ذي الأرجل الريشية، تغلف ضحاياها بكمية وفيرة من الحرير، قبل غمرها بالسوائل والتهامها. في حين كان العلماء يعرفون بالفعل بوجود هذا السلوك غير العادي، فلم يكونوا متأكدين تماماً من كيفية موت الفريسة بالفعل.
للتحقق من ذلك، استخرجت زانكولي وزملاؤها الحمض النووي الريبي ،RNA وهو قريب للحمض النووي ،DNAمن أجزاء مختلفة من العنكبوت النساج ذي الأرجل الريشية. يمكن أن يحتوي الحمض RNA على تعليمات توجّه الخلايا لكيفية صنع المواد المختلفة، وباستخراج الحمض RNA من مناطق مختلفة من أجساد العناكب، تمكّن الباحثون من معرفة أنواع المركبات التي تنتجها تلك الحيوانات وأين تُنتج، وبعدئذ درس الباحثون بنية كل من هذه المركبات لتحديد ما إن كان يرجح أن تكون سامة.
لم يعثر الفريق على كثير من السموم المحتملة بالقرب من رؤوس العناكب، ولم يجدوا الكثير في حريرها، لكنهم عثروا على الحمض RNA للعديد من السموم المحتملة في غدة المعي المتوسط Midgut gland - وهي العضو الذي يفرز السوائل الهضمية – مما يشير إلى أن السائل الهضمي قد يكون ساماً. وكذلك لم يجد الفريق أي دليل على وجود غدد للسم أو منظومة لنقل السم عبر الأنياب. لم يفحص الفريق محتويات السائل الهضمي نفسه، لكن زانكولي أشارت إلى أنه في دراسة حديثة أخرى، وجد العلماء سموماً في الجهاز الهضمي لأحد العناكب النساجة. قد يُظهر هذا الاكتشاف أنه على الرغم من أن العناكب النساجة ربما لا يمكنها حقن السم عن طريق أنيابها، إلا أنها تظل قادرة على استخدام السموم بطريقة فريدة من نوعها.
بقلم: إيثان فريدمان