على متن الطائرة هوك
طائرة تدريب ثنائية التحكم تساعد الجيل القادم من الطيارين على الاستعداد للقتال.
بقلم: سكوت داتفيلد
الدخول إلى قمرة قيادة طائرة نفاثة لأول مرة هو تجربة شاقة لأي طيار متدرب. وبعد قضاء سنوات في تعلم الفيزياء النظرية وأساسيات الطيران، فإن الطائرة هوك Hawk هي المرحلة التالية في تدريبهم وأول مشروع حقيقي لهم في السماء، في نفاثة عسكرية عاملة.
أدت الهوك دوراً رئيسياً في تدريب القوات الجوية الملكية (RAF) منذ سبعينات القرن العشرين. فقد صممتها وصنعتها لأول مرة، في عام 1971، شركة هوكر سيدلي المحدودة للطيران Hawker Siddeley Aviation Limited (المعروفة حاليّاً بـ بي إي إيه للنظم BAE Systems) وحلقت لأول مرة في عام 1974، حاملة وعداً بطريقة أكثر رشاقة في الطيران. وحلت الهوك محل «الفولاند غنات» Folland Gnat، وهي طائرة مماثلة في الوزن والحجم. ومع ذلك، فلم تكن قمرة القيادة في الطائرة «غنات» مزودة إلا بمقعد؛ مما يجبر الطيارين العديمي الخبرة على الطيران منفردين. وشهدت الطائرة «غنات» نهاية مسيرتها التدريبية في عام 1979 عندما حلت محلها الطائرة هوك T1 الجديدة المصممة خصيصاً لهذا الغرض.
وما يجعل الهوك فريدة من نوعها لتدريب الجيل القادم من طياري سلاح الجو الملكي البريطاني هي قدرات التحكم المزدوج. وعلى غرار السيارات ذات التحكم المزدوج التي يستخدمها مدربو القيادة، تمكّن قمرة القيادة المزدوجة الطيارَ المعلّم من الجلوس خلف الطالب والتدخل عند الحاجة. فيما يتعلق بتدريس الأساسيات، لم تتغير قمرة قيادة الطائرة نسبيا منذ دخولها الخدمة في سلاح الجو. ويعتمد الطيارون على المؤشرات والمقاييس والنظر عبر السقف الزجاجي للملاحة والتحليق بالطائرة. ومع ذلك، فقد أدرجت شركة بي إي إيه للنظم شاشات رقمية متعددة الوظائف في الطراز الأحدث، وهو الهوك T2.
باعتبارها مقدمة للنفاثات السريعة، فقد صممت الهوك لبلوغ سرعة ماخ 0.88 أثناء الطيران وماخ 1.15 أثناء الهبوط المفاجئ. ويرتبط رقم الماخ Mach بسرعة الطائرة مقارنة بسرعة الصوت (التي تساوي ماخ 1)، بحيث يمكن للطائرة هوك المناورة بسرعات تُعرف بحول الصوتية (ترانزسونيك) Transonic؛ مما يمهد الطريق لتدريب الطيارين على الطائرات الأسرع من الصوت مثل ف-35 لايتننغ 2
(F-35 Lightning II).
وعلى الرغم من أن الطائرة هوك تستخدم في الغالب كطائرة تدريب، فقد أثبتت قدراتها كطائرة مقاتلة، كما استخدمت في مهام الاستطلاع والمراقبة. حتى الآن، بيع نحو 1,000 طائرة منها إلى 18 دولة في العالم.
حركات بهلوانية جوية
على الرغم من تفوقها كطائرة تدريب، فإنه يمكن التعرف على الطائرة هوك وهي تحلق في تشكيلات أثناء استعراضات فريق السهام الحمراء Red Arrow. وكانت الطائرة هوك T1 في البداية تُطلى باللون الأسود، لكنها تميزت بحلة حمراء عند انضمامها إلى صفوف فريق الأكروبات الجوية الملكي في عام 1979. واستخدمت الطائرة هوك T1 لأول مرة في التشكيلات الجوية المتزامنة بعد ذلك بسنة، فأثبتت قدرتها على أداء استعراضات مذهلة.
قد تكون هذه الأعمال المثيرة التي تتحدى الجاذبية مقيّدة بسبب الطقس. ومن أجل تنفيذ الحلقات الشهيرة يجب أن تكون قاعدة الغيوم أعلى من 1,700 متر حتى تتجنب الطائرة الدخول إليها ومن ثم تختفي عن الأنظار. وإذا كانت الغيوم أدنى من ذلك؛ فستقتصر على استعراضات الدوران، والتحليق المنخفض Flypasts، والانعطاف الحاد.