عاصفة ضخمة تخلق شكلا سداسيا غامضا على المشتري
بقلم: مايك وول
في نوفمبر 2019 اكتشف مسبار جونو Juno probe التابع لوكالة ناسا عاصفة جديدة عملاقة تدور بالقرب من القطب الجنوبي للمشتري، بعد أسابيع قليلة من قيامه بمناورة مثيرة لتجنب الهلاك.
وتجسس جونو على الدوامة المكتشفة حديثاً، والتي ناهزت في عرضها ولاية تكساس تقريباً، خلال مروره الثاني والعشرين فوق المشتري. وتنضم العاصفة إلى أسرة مكونة من ستة أعاصير أخرى في المنطقة القطبية الجنوبية للمشتري، والتي اكتشفها جونو في حالات مروره السابقة فوق العملاق الغازي. وكشفت تلك اللقاءات أيضاً عن تسعة أعاصير بالقرب من القطب الشمالي للمشتري.
وتصطف العواصف الجنوبية Southern tempests بانتظام مدهش. فـفي السابق، اصطف 5 منها راسمة فيما بينها شكلا خماسي الأضلاع حول عاصفة مركزية، بعرض الولايات المتحدة القارية. ومع الإضافة الجديدة، صارت هذه البنية الحزامية سداسية الأضلاع.
وقال تشنغ لي Cheng Li، وهو عالم جونو من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، في بيان صحفي: «هذه الأعاصير هي ظواهر جوية جديدة لم تُشاهد أو يُتنبأ بها من قبل. وتكشف الطبيعة عن فيزياء جديدة تتعلق بحركة السوائل وكيف تعمل أجواء الكوكب العملاق. لقد بدأنا بفهمها من خلال الرصد والمحاكاة الحاسوبية. وستساعدنا تحليقات جونو المستقبلية على تحسين فهمنا عن طريق الكشف عن كيفية تطور الأعاصير بمرور الوقت.»
ويدور جونو حول المشتري في مسار إهليجي للغاية كل 53 يوماً أرضياً، ويجمع معظم بياناته عندما يقترب من الكوكب العملاق. ولكن الأمر احتاج إلى عدة تحليقات للتأكد من تحمّل جونو للتجربة. فقد قرر فريق البعثة أن مسار المسبار سيأخذ جونو إلى ظل المشتري لمدة 12 ساعة في 3 نوفمبر، ويرجّح أن يمثل هذا حكما بالإعدام بالنسبة إلى المسبار الذي يعمل بالطاقة الشمسية.
«كان ذلك سيعرضه للبرد. برد شديد بالفعل»، كما قال عالم مشروع جونو ستيف ليفين Steve Levin من مختبر الدفع النفاث Jet Propulsion Laboratory (اختصارا: المختبر (JPL التابع لناسا في باسادينا، كاليفورنيا، خلال مؤتمر صحفي في اجتماع الخريف السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي American Geophysical Union (AGU)، حيث أعلن الفريق النتائج الجديدة.
ولكن فريق الملاحة في المختبر JPL توصل إلى حل: «القفز بعيدا عن ظل المشتري». فـفي 30 سبتمبر وجه مشغلو جونو المسبار الذي يعمل بالطاقة الشمسية لإطلاق محركاته الصغيرة المحكومة ردة الفعل في صورة نبضات لمدة 10.5 ساعات. وكما أوضح ليفين فقد دفع هذا مسار المسبار إلى الخارج بثبات حتى خرج من مسار الظل تماماً.
وقال: «من دون هذه المناورة، ومن دون العبقرية الإبداعية لموظفي فريق ملاحة مختبر JPL، ما كنا لنحصل على البيانات الرائعة التي نعرضها لكم اليوم».