ضغط الهواء يجعل جبل إيفرست “يتقلص”
بقلم: براندون سبيكتور
جبل إيفرست Mount Everest هو أعلى جبل في العالم إذ يبلغ ارتفاعه 8,849 مترا فوق مستوى سطح البحر تقريباً، لكنه يبدو أحياناً كثاني أعلى جبل. وقد وجدت دراسة حديثة أن ضغط الهواء في الجبل يتقلب بشكل كبير على مدار العام، مما يتسبب في انخفاض “الارتفاع المتصور” للقمة من حين إلى آخر إلى ما دون منافسه الأقل ارتفاعاً، الجبل K2، ثاني أعلى جبل في العالم. وقال توم ماثيوز Tom Matthews، عالم المناخ في جامعة لوبورو في المملكة المتحدة: “في بعض الأحيان يكون الجبل K2 أعلى من قمة إيفرست”. وقد درس ماثيوز وزملاؤه أكثر من 40 عاماً من بيانات ضغط الهواء التي سجلتها محطة الطقس بالقرب من قمة جبل إيفرست والقمر الاصطناعي كوبرنيكوس Copernicus التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
يرتبط ضغط الهواء ارتباطاً وثيقاً بتوفر الأكسجين في جبل إيفرست؛ عندما ينخفض ضغط الهواء، يقل عدد جزيئات الأكسجين في الهواء، مما يزيد من صعوبة عملية التنفس البسيطة. ولهذا السبب، يعتمد الكثير ممن يختارون تسلق جبل إيفرست على الأكسجين الإضافي للوقوف على أقدامهم أثناء ارتقائهم إلى الارتفاعات العليا، حيث يكون الهواء أرقَّ.
ولكن في حين ينخفض ضغط الهواء بشكل مؤكد مع الارتفاع، فإنه يتقلب أيضاً مع الطقس. فما بين عامي 1979 إلى 2019، تراوح ضغط الهواء بالقرب من قمة إيفرست بين 309 إلى 343 هيكتوباسكال Hectopascals، أي نحو ثلث الضغط عند مستوى سطح البحر، حسب الموسم.
وتوفر الأكسجين على جبل إيفرست يجعل الجبل يبدو كأنه أقصر بآلاف الأمتار مما هو عليه بالفعل. ففي بعض الأحيان، يبدو الجبل البالغ ارتفاعه 8,848.86 م أقصر- على الأقل بالنسبة إلى أجسامنا- من ثاني أعلى جبل في العالم، K2، البالغ ارتفاعه 8,611 م.
وجد الباحثون أيضاً أن ضغط الهواء على قمة إيفرست كان دائماً في أعلى مستوياته خلال فصل الصيف، مما يجعله أفضل موسم لتسلق الجبل بناءً على توفر الأكسجين فحسب. ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بسبب التغير المناخي، قد يحدث انخفاض دائم في الارتفاع المتصور للجبل. وقال ماثيوز: “يسبب الاحترار تقلص الجبل قليلاً”.