س: ماذا لو تمكنّا من حجب الأشعة فوق البنفسجية بالكامل؟
سيؤدي حجب الأشعة فوق البنفسجية إلى التخلص من سرطان الجلد والشيخوخة المبكرة، ولكن بأي ثمن؟
يقسّم العلماء الأشعة فوق البنفسجية إلى ثلاثة أطوال موجية بناء على سلوكها. وعند النهاية الأكثر نشاطاً، 100 إلى 290 نانومتراً، توجد الأشعة فوق البنفسجية «ج» UVC؛ ولها أقصر الأطوال الموجية وأشدها ضرراً. ولحسن الحظ، يحجب الغلاف الجوي بالكامل قبل أن تصل إلى الأرض. وما بين 290 و320 نانومتراً توجد الأشعة فوق البنفسجية «ب» UVB؛ وهي التي تسبب سمرة البشرة، وتحرق الجلد وتسبب السرطان. ويتخلص الغلاف الجوي من نحو %95 منها، ولا يمكنها النفاد إلى أجسادنا، لكن القدر القليل منها الذي يصل إلينا يكفي لإلحاق الضرر بأجسادنا. وأخيراً، ما بين 320 إلى 400 نانومتر توجد الأشعة فوق البنفسجية «أ» UVA؛ والتي تمر عبر الغلاف الجوي وتخترق الجلد مما يُلحق أضرارا بالبنى الداعمة لخلايانا. ويؤدي هذا إلى الشيخوخة المبكرة، وإعتام عدسة العين وحروق الشمس. ويمكن لحجب هذه الأشعة أن يجنبنا الحاجة إلى استخدام الكريمات الحاجبة للشمس، لكن ذلك لن يكون إيجابياً.
وتستخدم أجسادنا الأشعة UVA لصنع الفيتامين «د» D، وكذلك يعتمد كثير من الحيوانات على الأشعة فوق البنفسجية من أجل البقاء. وتستخدم الفراشات الأشعة فوق البنفسجية في أنماط أجنحتها لاجتذاب الوليف، وتستخدمها الزهور في بتلاتها لاجتذاب النحل، ويستخدمها سمك السلمون الأحمر في البحث عن طعامه. وفي القطب الشمالي تسمح الأشعة فوق البنفسجية لحيوانات الرنة باكتشاف الذئاب التي يظهر جلدها وبولها باللون الأسود على الثلوج. وهذا مجرد غيض من فيض؛ فقد أظهرت الأبحاث أن عشرات الأنواع الأخرى يمكنها الرؤية عبر طيف الأشعة فوق البنفسجية. فإذا تخلصنا من الأشعة فوق البنفسجية؛ فستُترك جميعها في الظلام.