زُحل يفقد حلقاته
بقلم: ميغان بارتلز
يرجّح أنك لن تتعرف على كوكب زحل دون مجموعته السميكة من الحلقات المميزة. ولكن إذا كان بإمكانك السفر إلى المستقبل بعد 300 مليون سنة، فستحتاج إلى ذلك، لأنه بحلول ذلك الوقت ربما تكون تلك الحلقات قد اختفت- وقد تزول في وقت أقرب. فهذا ما خلصت إليه دراسة أجريت مؤخراً على ظاهرة تسمى «المطر الحلقي»، وهي تسحب المياه من حلقات زحل إلى مناطق خطوط العرض الوسطى للكوكب.
جنبا إلى جنب مع الأبحاث التي أجريت في العام الماضي باستخدام بيانات المركبة الفضائية كاسيني Cassini لدراسة نوع مختلف من التدفق من الحلقات إلى هذا الكوكب، وهو اكتشاف يعني أن الحلقات المذهلة قد تختفي خلال أقل من 100 مليون سنة، وهي فترة وجيزة بالمقاييس الكونية. ويعتمد البحث الجديد على المشاهدات الأرضية التي جُمعت على مدى ساعتين في عام 2011 من هاواي لنوع خاص من الهيدروجين الذي يتوهج في ضوء الأشعة تحت الحمراء. وهذا النوع المحدد من الهيدروجين هو ما يشكل ظاهرة المطر الحلقي. وكانت النتائج صارخة: إذا كان الحجم الهائل للمطر الحلقي الذي لاحظه العلماء خلال تلك الفترة الوجيزة أمراً معتاداً للطقس في زحل؛ سيلتهم المطر كمية هائلة من الحلقات الجليدية، بوتيرة تتراوح بين 420 إلى 2,800 كغم / الثانية! هذا المعدل المذهل، مقترناً بالكتلة الحالية لحلقات زحل، هو ما سمح للعلماء باحتساب متوسط العمر المتوقع بنحو 300 مليون سنة، على الرغم من أن المدى الكبير في حساب معدل الأمطار يعني وجود قدر كبير من عدم اليقين بشأن عمر الحلقات. ويبدو مصير الحلقات أكثر قتامة بالنظر إلى الأبحاث التي نُشرت في العام الماضي باستخدام بيانات المركبة الفضائية كاسيني، والتي درست نوعاً مختلفاً وأضخم من حلقات زحل التي تميل باتجاه الكوكب. بالتضافر معاً، يمكن للظاهرتين التهام الحلقات في غضون الفترة المقدرة بنحو 100 مليون سنة.