ديناصور غريب كانت له مخالب عملاقة لكنها واهية
كان لديناصور ”غريب تماماً“ مخالب هائلة لدرجة أنه لا يمكنه استخدامها لمحاربة المهاجمين أو صدهم لأنها كانت واهية جداً. عاش وحشي الأرجل (ثيروبود) Theropod المعروف باسم الثريزينوصورس (العظاءة المنجلية) Therizinosaurus في أواخر الترياسي Late Triassic والطباشيري .Cretaceous تظهر مخالبه الشبيهة بالمنجل في أحدث أفلام سلسلة العالم الجوراسي ،Jurassic World حيث يُرى الوحش وهو يضرب غزالاً ويصرع المفترس الشرس، غيغانتوصورس .Giganotosaurus لكن بحثا جديدا يشير إلى أن هذا التصوّر غير دقيق. إذ يقول زيتشوان تشين ،Zichuan Qinطالب الدكتوراه في جامعة بريستول، الذي قاد الدراسة: ”تشير الأفلام والأفلام الوثائقية إلى أنها استخدمت هذه المخالب كالسيوف الطويلة لمحاربة بعضها بعضا أو لصرع المفترسات“. لكن أبحاثنا تشير إلى أنها لم تكن لتتحمل أي ضغط، مما يعني أنه لم يكن بوسع هذه الحيوانات استخدام مخالبها للقتال أو الدفاع عن نفسها. لقد فاجأتنا النتائج جميعاً، لأننا شاهدنا فيلم [العالم الجوراسي: السيادة (Jurassic World: Dominion)] في العام الماضي، والذي أثار حماسة الجميع. لكننا أدركنا بسرعة أن ”هذا غير صحيح!“
بدأ الثريزينوصورس بحجم الديك الرومي وتطور ليناهز طوله 10م – أي بحجم التيرانوصورس ريكس Tyrannosaurus rex. وبحلول نهاية العصر الطباشيري ،Cretaceousبدا هذا الديناصور المُغطى بالريش ”الغريب الشكل“ كما لو كان ”يشبه الزرافة إلى حد ما“، مع رجلين قصيرتين و”مؤخرة ضخمة“، والتي ربما كان يجلس عليها أثناء مضغ أوراق الشجر، كما قال الباحثون. لكن ما جعل هذا الديناصور عينة مدهشة هو مخالبه النحيفة البالغ طولها 1م، وهي الأكبر من أي حيوان مسجّل على الإطلاق. قال بول باريت ،Paul Barrett الباليونتولوجي Palaeobiologist من متحف التاريخ الطبيعي في لندن: ”دار كثير من الجدل حول الغرض من هذه المخالب، الأمر الذي يرجع جزئياً إلى أنها كبيرة جداً وجزئياً لأنها مرتبطة بحيوان تشير خصائصه الأخرى إلى أنه كان حيواناً عاشباً Herbivore – تشير جماجمها وأسنانها إلى أنها كانت تقتات على النباتات“. كانت هذه المخالب غير المتناسبة ضعيفة لدرجة أنها لم تستطع حتى الإمساك بالفروع وسحبها.
استخدم الباحثون صوراً مسحية تفصيلية للأحافير لصنع نماذج حاسوبية ثلاثية الأبعاد 3D للمخالب، والتي اختبروها لأداء وظائف ميكانيكية مختلفة، مثل الحَفر والسَحب والثَقب.
لكن لماذا طوّر الثريزينوصورس مخالب عملاقة تبدو عديمة الفائدة؟ اقترح الباحثون أن الذكور كانوا يستعرضون بمخالبهم الطويلة لاجتذاب الإناث، تماماً مثل الطاووس الذي يفتح ذيله لإثارة إعجاب زوجة محتملة. قال مايك بنتون Mike Benton، أستاذ باليونتولوجيا الفقاريات بجامعة بريستول: ”استنتجنا أنها كانت مخصصة للاستعراض Display في الغالب. ربما لوّح الثريزينوصورس وقعقع بمخالبه الطويلة كوسيلة لإخافة الآخرين أو لإثارة إعجاب الإناث“.
عرض الباحثون حجة مقنعة تستبعد استخدام هذه المخالب الواهية للقتال. لكن بنتون أضاف قائلاً: ”ربما كان لها دور ثانوي في جمع الطعام، لكن في كثير من حالات التطور، تظهر هذه الهياكل الغريبة جداً والمتقنة التي تبدو عديمة الفائدة عموما للاستعراض ولتحديد من يتزاوج مع من“.
بقلم: ساشا باري