داخل طــائـــرة صديقة للبيئة
هل يمكن لهذه الطائرة الخاصة ذات الشكل الغريب أن تكون مستقبل الطيران الصديق للبيئة؟
قد تبدو الطائرة سيليرا 500L أشبه ببيضة معدنية مجنحة أكثر من كونها طائرة خاصة، ولكن لا تنخدع بمظهرها. ويمكن لطائرات مثل هذه أن تشكّل مستقبل السفر الجوي.
ابتكرت شركة أوتو أفياشن Otto Aviation الطائرة سيليرا 500L التي حلم بها مؤسس الشركة وعالم الصواريخ السابق ويليام أوتو William Otto. وبهدف تصميم طائرة تساعد على جعل صناعة الطيران أرخص وأكثر ملاءمة للبيئة، تثبت سيليرا 500L أن كلا الأمرين ممكن. وتُطلق الطائرات الخاصة التي تعمل بالوقود النفاث، مثل سيسنا سيتيشن XLS، آلاف الكيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. فمثلاً، ينتج وقود الطائرات 9.57 كغم من ثاني أكسيد الكربون للغالون الواحد (نحو 4.5 لترات) المستخدم في الطيران. ففي رحلة مدتها ثلاث ساعات، تحرق الطائرة XLS 210 غالون (نحو 955 لتراً) من الوقود في الساعة، وتُطلق نحو 6,030 كغم من ثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، من دون أي محركات نفاثة يلزم تويدها بالوقود وفي وجود محرك مكبسي Piston engine قوي، تتميز الطائرة سيليرا 500L باستهلاك أقل للوقود يصل إلى ثُمن استهلاك الطائرات المماثلة. فمحركها متوافق أيضاً مع وقود الديزل الحيوي، مما يعزز أجندة شركة أوتو أفياشن للانبعاثات الصفرية.
لكن ما يجعل هذه الطائرة موفرة للوقود لا يرجع فقط إلى المحرك، بل كذلك تصميمها الديناميكي الهوائي الرشيق. فقد صممت سيليرا 500L لتقليل التأثيرات الفيزيائية للسحب بشكل كبير، وهي قوة ديناميكية هوائية تعيق حركة الطائرات عبر الهواء. يتم ذلك بجعل شكل المستوى أكثر انسيابية لزيادة ما يعرف بالتدفق الصفحي Laminar flow. كلما كان التدفق الصفحي للطائرة أفضل، تناقص السحب وقل الوقود اللازم للتغلب عليه. حتى الآن، أجرت الطائرة سيليرا 500L نحو 31 رحلة تجريبية ناجحة، وتأمل شركة أوتو أفياشن بأن تنتقل إلى المراحل التالية من اختبارات الاعتماد خلال الـ 5-3 سنوات المقبلة قبل إنتاجها تجارياً.