خُمس أنواع الزواحف مُهدد بالانقراض
أكثر من خُمس أنواع الزواحف في معظم أنحاء العالم مهدد بالانقراض، حيث وجد أن تلك التي تستوطن الغابات في خطر أكبر بكثير من تلك التي تعيش في المناطق القاحلة. في أكثر تقييم شمولاً أجري على مخاطر انقراض الزواحف، اكتشف الباحثون أن ما يصل إلى %21.1 من معظم الأنواع المعروفة معرضة لخطر الانقراض. قبل هذا البحث الجديد، لم تُجر محاولة رسمية لتحديد عدد الزواحف المعرضة لخطر الانقراض، لكن دعاة المحافظة على البيئة اعتمدوا على القائمة الحمراء Red list للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة International Union for Conservation of Nature’s (اختصاراً: الاتحادIUCN ) للأنواع المهددة بالانقراض، والتي توثِّق حالة الخطر التي تهدد الطيور والثدييات والبرمائيات.
باستخدام معايير القائمة الحمراء، اكتشف باحثو الدراسة أن 1,829 نوعاً من الزواحف معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض أو معرضة للخطر جدا- ما مجموعه %21.1 من الأنواع المعروفة. ووجدوا أيضاً أن %57.9 من السلاحف و50% من التماسيح مهددة؛ إجمالاً، يعتبر %40.7 من البرمائيات و25.4% من الثدييات و13.6% من الطيور مهددة بالانقراض وفقا لقائمة قبل الاتحاد IUCN الحمراء.
أجريت الدراسة العالمية على مدى 15 سنة بمساعدة 961 باحثاً يمثلون 24 دولة عبر 6 قارات. قيّم الباحثون الدراسات الاستقصائية ومجموعات البيانات المتوفرة مسبقاً للسلاحف والتماسيح والسحالي والثعابين والطُراطرة Tuatara في إفريقيا والأمريكتين وآسيا وأستراليا ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا وأوقيانوسيا. تستوطن حيوانات الطُراطرة نيوزيلندا وتعتبر آخر الناجين من رتبة Order من الزواحف التي تعود أصولها إلى العصر الترياسي.
قال المؤلفون إن الزواحف تتعرض للتهديد على مستوى العالم بسبب الزراعة وقطع الأشجار والتنمية الحضرية والأنواع الغازية .Invasive species وهذا يفسر سبب اكتشاف الباحثين أن %30 من الزواحف التي تعيش في الغابات معرضة لخطر الانقراض، مقارنة بـ %14 من الزواحف التي تعيش في موائل قاحلة .Arid habitats وجد الباحثون أيضاً أن الزواحف المهددة تتركز في جنوب شرق آسيا وغرب إفريقيا وشمال مدغشقر وجبال الإنديز الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي- وهو اكتشاف سيمكّن دعاة المحافظة على البيئة Conservationists من تركيز جهودهم في الأماكن الأشد حاجة إليها. حددت الدراسة أيضاً التهديدات الأساسية التي تتعرض لها مجموعات مختلفة من الزواحف. فمثلاً، السحالي التي تعيش في الجزر تهددها المفترسات التي أدخلها البشر إلى هناك. بالمقارنة، يعتبر الصيد والصيد الجائر من التهديدات الرئيسية للسلاحف والتماسيح.
لا نعلم على وجه اليقين كيف يهدد التغير المناخي الزواحف، لكن الأبحاث تشير إلى التغير المناخي كتهديد يلوح في الأفق لأنه يقلل النافذة التي تكون فيها درجات الحرارة مناسبة لبحث الحيوانات ذوات الدم البارد عن الطعام، كما قد يغيّر النسب بين الجنسين في نسل الأنواع، والتي تتحدد بفعل درجة الحرارة. قال شون أوبراين ،Sean T. O’Brien الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة نيتشر سيرف :NatureServe ”لا تُستخدم الزواحف غالباً كأمثلة لإلهام مساعي الحفاظ على البيئة، لكنها مخلوقات رائعة وتؤدي أدواراً لا غنى عنها في النظم الإيكولوجية عبر الكوكب“.