تحتوي الخلايا على مفتاح أمان مدمج، والذي يوقف عملها عندما تتقدم في العمر. وعندها تتوقف عن الانقسام، وتدخل فترة التقاعد الهادئة التي يصفها العلماء بالشيخوخة. وترسل الخلايا القديمة إشارات إلى الجهاز المناعي لإبلاغه بأنها وصلت إلى نهاية حياتها. وبعد ذلك تنتظر بصبر وصول كريات الدم البيضاء لابتلاعها. مع تقدمنا في العمر ووصول المزيد من الخلايا إلى نهاية عمرها، لا يمكن للجهاز المناعي مواكبة الطلب دائماً. مع مرور المزيد والمزيد من الخلايا عبر تلك العتبة، تُصاب كريات الدم البيضاء بالارتباك وتتوقف عن الاستجابة. تبدأ الخلايا الحية- الميتة بالتراكم بداخل الأنسجة، وعلى الرغم من أنها تظل حية فهي غير قادرة على أداء وظائفها. تستمر خلايا الزومبي هذه بإرسال إشارات استغاثة على أمل أن يأتي الجهاز المناعي، لكن هذا يسبب التهاب الأنسجة المحيطة. يضر هذا بالخلايا المجاورة، ويسهم في شيخوختها. وقد وجد العلماء أن إزالة الخلايا الحية- الميتة في الفئران يساعد على بدء إصلاح الأنسجة، ويعكس علامات الشيخوخة.
والآن، تتسابق شركات المستحضرات الصيدلانية للعثور على أدوية جديدة يمكن أن تساعد الجهاز المناعي على القضاء على الخلايا الحية- الميتة في أجسادنا. لخلايا الزومبي هذه نقطة ضعف رئيسية، وهي متوالية مدمجة للتدمير الذاتي تعرف الموت المبرمج Apoptosis. لا نحتاج سوى العثور على دواء يمكنه تفعيل هذا الزر وإعادة ضبطه من جديد.