حريق منجم الفحم الذي استمر 50 سنة
تُركت بلدة كانت تعجّ بالحياة في ولاية بنسلفانيا خرابًا بعد اندلاع حريق هائل في منجم تحت سطحها.
قبل أكثر من 100 سنة، كانت سنتراليا Centralia مدينة تعدين مزدهرة تضم نحو 1,200 نسمة. كان عمّال المناجم في المدينة يستخرجون كميات ضخمة من الفحم وأنشؤوا شبكات من المناجم على أطراف البلدة. إلا أنه في العام 1962، اشتعلت النيران في أحد المناجم، وبدأ الحريق ينتشر داخل رواسب الفحم التي كانت يومًا ما ذات قيمة عالية. وعلى عمق يزيد على 90م تحت سطح الأرض، ما زال الحريق مشتعلًا بدرجة حرارة تتجاوز 480 درجة سيليزية. وتُشير التقديرات إلى أن الحريق سيستمر في الاشتعال إلى قرابة 250 سنة أخرى، ليمتد عبر نحو 3,700 فدان من الفحم تحت الأرض. وقد حُفر نحو 2,000 بئر مراقبة في أنحاء سنتراليا لمتابعة تطور الحريق وتهوية الدخان الضار والغازات السامة.
هناك عديد من الروايات المُحتملة حول كيفية اندلاع حريق المنجم، إلا أن النظرية الأكثر قبولًا تشير إلى الحرق المتعمّد للنفايات
في مكبّ نفايات مجاور. وقبيل يوم الذكرى Memorial Day – وهو عطلة فِدرالية لتكريم وتأبين العسكريين الأمريكيين – يُعتقد أن أحد سكان بلدة سنتراليا أشعل النفايات بهدف تقليل حجمها، والتخلص من رائحتها، وتقليل احتمالية أن تسبب «مخاطر صحية عامة». ولسوء الحظ، يُرجَّح أن الحريق انتقل حينها إلى المنجم القريب. وأدت شدة حرارة الحريق وعمقه إلى تعذر السيطرة عليه، مما أدى إلى نزوح السكان من البلدة على مر السنين. وبحلول العام 2022، لم يتبقَّ سوى 5 سكان دائمين في سنتراليا.
حرائق حقول الفحم في الهند في جاريا Jharia، وهي منطقة تقع في مقاطعة دانباد بولاية جهارخاند في الهند، تمتد حقول الفحم على مساحة تزيد على 100 ميل مربع. يُستخرج الفحم في هذه المنطقة منذ القرن التاسع عشر. وما بين العامين 2022 و2023 فقط، أنتجت ولاية جهارخاند أكثر من 156 مليون طن من الفحم. ولكن إلى جانب الكميات الهائلة المستخرجة، شهدت منطقة
جاريا اندلاع 70 حريقًا في مناجم الفحم – أحدها يشتعل منذ أكثر من 100 سنة. اكتُشف أول حريق في مناجم الفحم بجاريا في العام 1916، وسبب هبوطًا شديدًا في سطح الأرض، وفشلت محاولات الحكومة الهندية لإخماده. ويُقدّر أن نحو 37 مليون طن من الفحم قد فُقدت بسبب هذه الحرائق، وأن الوصول إلى أكثر من 1.4 بليون طن من الفحم غير المستخرج لا يزال محجوبًا بسبب ألسنة اللهب.