تلسكوب هابل يرصد سوبرنوفا أسطع بنحو 2.5 بليون مرة من الشمس
ينفجر سوبرنوفا في مكان ما
من الكون كل 10 ثوانٍ
تُظهر صورة جديدة التقطها تلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope المجرة الضئيلة Ugc 5189a، التي تقع على بُعد نحو 150 مليون سنة ضوئية منا، في كوكبة الأسد Constellation Of Leo، بتفاصيل مذهلة. يراقب التلسكوب الفضائي، الذي يرصد الكون منذ عام 1990، هذه المجرة منذ عام 2010، إذ يستخدمه العلماء لمعرفة المزيد عن سوبرنوفا (مستعر أعظم)Supernova وقع في هذه المجرة منذ أكثر من 150 مليون سنة. على مدى ثلاث سنوات فقط، أطلق هذا السوبرنوفا، المسمى Sn 2010jl، طاقة مرئية تزيد بما لا يقل عن 2.5 بليون ضعف الطاقة التي أطلقتها الشمس خلال الفترة الزمنية نفسها عبر جميع الأطوال الموجية.
وباعتبار أن Sn 2010jl هو سوبرنوفا من النوع الثاني Type Ii Supernova، فهو يمثل خمود نجم هائل يرجّح أن كتلته لم تكن تقل طوال وجوده عن 40 إلى 50 ضعف كتلة الشمس. تحدث هذه الانفجارات عندما تنفد هذه النجوم الضخمة من الوقود اللازم للاندماج النووي، وتتوقف الطاقة التي ظلت تدعمها لملايين أو بلايين السنين ضد دفع الجاذبية إلى الداخل.
في حين أن دراسة السوبرنوفا نفسها لها قيمة هائلة للعلماء، إلا أن فحص الحطام الذي تخلفه هذه الانفجارات الكونية قد يكون مثمراً بالقدر نفسه. فمثلاً، يمكن أن تُبين دراسة البيئات المحيطة بالنجوم المتفجرة الظروف اللازمة لتحفيز تشكّل سوبرنوفا وكيف يغير هذا السوبرنوفا محيطه. أدى هذا الاهتمام إلى توجيه تلسكوب هابل نحو المجرة Ugc 5189a عدة مرات. أنشئت هذه الصورة الجديدة من البيانات المجمّعة خلال فترات الرصد الثلاث الأخيرة للتلسكوب الفضائي الطويل الخدمة لتلك المجرة البعيدة، التي لا يزيد عرضها على 36,000 سنة ضوئية، مما يجعلها ضئيلة مقارنة بمجرتنا، درب التبانة Milky Way، البالغ عرضها 100,000 سنة ضوئية.
تُظهر الصورة مجرة Ugc 5189a كقرص مسطح ومشوه إلى حد ما مع منحنى تصاعدي ملتوٍ. ويتميز الجانب الأيمن من المجرة بـ”زغب أزرق“ Blue Fizz يمثل أعمدة لامعة من الغازات والغبار. أما الجانب الأيسر للمجرة Ugc 5189a، فأقل إثارة ولفتاً للنظر، فهو أخفت قليلاً مع أغلفة غير مكتملة من الغازات والغبار. خارج القرص Disc الرئيسي الساطع للمجرة، يوجد شريط من الغازات بلون القهوة الداكنة يُحدِّد حدود المجرة Ugc 5189a ويصل إلى أعلى الزاوية اليسرى من الصورة. على الرغم من أن خلفية المجرة مظلمة في معظمها، فمن الممكن رؤية عدد قليل من المجرات الصغيرة التي تتخلل هذا السواد الداكن، كما يُرى نجم واحد بوضوح في الزاوية اليمنى العليا من صورة تلسكوب هابل.
لم يكن تلسكوب هابل يرصد المجرة Ugc 5189a لمجرد التركيز على حطام السوبرنوفا، بل فحص التلسكوب الفضائي أيضاً العديد من المجرات الأخرى التي تستضيف سوبرنوفات، التي تقع على بعد نحو بليون سنة ضوئية، والتي شهدت انفجارات نجمية في ماضيها الحديث – على الأقل كما نراها.