تصوير المجموعة الشمسية

تشبه المجموعة الشمسية مستودعا مملوءاً بأشياء جميلة يمكن رؤيتها. لكوكب الزهرة أطوار، وللمريخ قطبان تكسوهما الثلوج وملامح سطحية داكنة، كما أن للكواكب العملاقة كثيرا من الخصائص بدورها: يحتوي المشتري على البقعة الحمراء الكبرى الشهيرة، أما جاره، زحل، فيضم مجموعة رائعة من الحلقات المميزة التي لا تُنسى. ثم هناك القمر، الذي كثيرا ما يطويه التجاهل على الرغم من أنه أفضل ما يمكن رؤيته في سماء الليل بسبب قربه الشديد من الأرض. مع دوران القمر حولنا، تقع أشعة الشمس على سطح القمر من زوايا مختلفة، فتُضيء مناطق لم تكن مرئية في الليلة السابقة، أو تحوّل محور الليلة السابقة إلى ظل واضح. يضم القمر كثيرا من الجواهر التي يمكن رؤيتها ومحاولة تصويرها، مما يجعله مكانا ممتازا للبدء لأي مصور فلكي ناشئ. يمكنك التقاط صورة لكامل القمر في وقت واحد، والتي تُظهر مجموعته من “الأبحر” المظلمة المتناثرة. يمكنك عمل ذلك باستخدام كاميرا، وحامل ثلاثي القوائم وعدسة عالية التكبير فقط. كما يمكن توصيل كاميرا بتلسكوبك للحصول على فرصة لتصوير التفاصيل الدقيقة مثل الفوهات البركانية.

أفضل طريقة للتنقل عبر سطح القمر هي تحديد موقع فوهة بركانية مشهورة بشكل خاص- مثل تايكو أو كوبرنيكوس- واستخدام خريطة القمر “للتنقل عبر الفوهات البركانية” من موضع إلى آخر. عليك استخدام فتحة صغيرة للعدسة وحساسية منخفضة (ISO)، لكنك ستحتاج إلى بعض التجريب لمعرفة ما يعمل منها بشكل أفضل. وعلى عكس القمر، الذي لا يغيب عن سمائنا إلا لبضعة أيام في الشهر، فإن الكواكب تظهر وتختفي خلال دورانها حول الشمس. وهي تظهر في بعض الأحيان بالقرب من الشمس في سمائنا- ومن ثم، مثل الشمس، فهي تغيب عند حلول الظلام. وبالنظر إلى ذلك، فعندما تُسعدنا الكواكب بوجودها، فكثيرا ما يكون اكتشافها في غاية السهولة. وهي تتحرك عبر الكوكبات الـ 12 التي تشكل علامات البروج، متّبعة بالتقريب خطا يعرف باسم ‘دائرة الكسوف’.

للتعرف على هذه الكوكبات قيمة كبرى بالنسبة للمصورين الفلكيين الناشئين. وعند مرور القمر بدوره قريبا من هذا الخط، ستتمكن أحيانا من رؤية الاقتران عندما يوجد أحد الكواكب قريبا من القمر. تمثل هذه المحاذاة فرصة ممتازة لالتقاط الصور. يتعلق تصوير المجموعة الشمسية في معظمه بالتجريب. من المهم أن تتجول في الأنحاء لترى ما يعطي أفضل النتائج بالنسبة للمعدات التي تستخدمها، ويمثل كل ذلك جزءا من المتعة.