العنق البشري هو مزيج مثالي من الشكل والوظيفة. وله عدة مهام محددة (مثل تدوير رؤوسنا من أجل أن نرى)، والعمل في الوقت نفسه كقناة للأنشطة الحيوية الأخرى (مثل ربط الفم بالرئتين).
التصميم التشريحي للرقبة مُبهر للمهندسين المعاصرين. إذ تسمح مرونة العمود الفقري العنقي لرأسك بالاستدارة، والانثناء والميل بمعدل عدة آلاف من المرات في اليوم. وتوفر العضلات والعظام القوة والمرونة المطلوبة، لكن التصميم المثير للإعجاب حقا يتمثل في القصبة الهوائية، والمريء، والحبل الشوكي، وما لا يعد ولا يحصى من الأعصاب والأوعية الدموية الحيوية. وينبغي لكل من هذه البنى أن يجد مكانا ووظيفة في الوقت نفسه تماما. كما يجب أن تتمكن من الحفاظ على شكلها أثناء تحرك الرقبة.
وجميع هذه البنى متكيفة للغاية لتحقيق أهدافها. وتتمتع القصبة الهوائية بالحماية من قبل حلقة من الغضاريف القوية بحيث لا تنهار، والتي تسمح بما يكفي من المرونة للتحرك عند تمديدها. وفوقها، تسمح الحنجرة للهواء بالتحرك فوق الأحبال الصوتية حتى نتمكن من الكلام. ووراءها يوجد المريء، وهو أنبوب عضلي يمر عبره الطعام والشراب في طريقهما إلى المعدة. وبداخل العظام الداعمة للعنق يقبع الحبل الشوكي، الذي ينقل الأعصاب الحيوية التي تسمح لنا بالحركة والإحساس. وفي الوقت نفسه، يقوم الشريانان السباتيان والوريدان الوداجيان باستمرار بحمل الدم من وإلى الدماغ.