بقلم: سكوت داتفيلد
سواء كانت عضة أفعى Viper أم لدغة عقرب أم ضربة قنديل البحر، فقد طورت الأنواع السامة في العالم قدرة على إفراز مزيج قاتل من المواد الكيميائية. ومع ذلك، فهناك أنواع أخرى طورت بدورها مناعة ضد آثارها المميتة. وهناك ثلاثة أنواع تقريباً من السمّ Venom بين أشد الأنواع سمية ضمن 600 نوع من الثعابين. تؤثر السموم العصبية Neurotoxins في الجهاز العصبي للجسم، حيث تثبّط الاتصالات بين الأعصاب وتوقفها تماماً في نهاية المطاف؛ مما يسبب الشلل. ويؤدي النوع الثاني، أي السموم الحالّة للدم Hemotoxins، إلى موت عنيف بشكل خاص. وتهاجم هذه السموم كريات الدم الحمراء في الجسم؛ فتجعلها تتخثر مشكّلة خثرات دموية هلامية. وأخيراً، فالسموم الخلوية Cytotoxins هي سموم تبدأ بهضم خلايا الجسم قبل حتى أن يبلع الثعبان فريسته.
باعتبار أن الأفاعي السامة هي مفترسات وفرائس في الوقت نفسه، فهي خصوم جبارة، لكن بعض الأنواع تستطيع مجابهتها وجهاً لوجه دون خوف. وحيوان النمس Mongoose هو أسوأ كابوس تواجهه الكوبرا، فمن أجل أن يعمل السم العصبي لتلك الثعابين، يجب أن يتمكن السم من الارتباط بمستقبلات Receptors توجد على الخلايا العصبية. ومع ذلك، فقد تحوّرت المستقبلات العصبية لدى النمس بطريقة تمنع هذا النوع من الارتباط، ومن ثمَّ يحصّنها من تأثيراتها المسببة للشلل. وليس النمس وحيداً في معركته ضد قوى السموم العصبية: فحيوانات غرير العسل، وسناجيب الأرض Ground Squirrels وحتى القنافذ Hedgehogs هي من بين بعض الثدييات التي يمكنها تحمل جرعة مميتة من السموم العصبية من أنياب الأفعى.
كما أن أبوسوم Opossum أمريكا الشمالية مجهز جيداً لخوض معركة في مجرى الدم بقدرته على معادلة سم نحو 12 نوعاً من الثعابين السامة، ومنها الأفعى المجلجلة الغربية المعينية الظهر Western Diamondback Rattlesnake. يفرز هذا الثعبان سمّاً حالاً للدم، يتسرب إلى مجرى الدم في فريستها أو المعتدي عليها، فيختطف خلايا الدم ويدمر أعضاءها الداخلية وجهازها الدوري. ولكن الأبوسوم يمتلك حراساً شخصيين لخلاياه الدموية على شكل سلسلة من الأحماض الأمينية في دمه، يمكنها معادلة السم الغازي.
ويمكن القول إن قنديل البحر المكعب Box Jellyfish هو أشد الأنواع سمية في العالم، فهو قادر على شلِّ حركة وقتل العديد من الكائنات الحية خلال ثوان. كل من لوامسه Tenacles مزود بـ 5,000 خلية لاذعة، لا تبدو هذه المخلوقات الهائلة كغذاء محتمل، لكن السلاحف الجلدية الظهر Leatherback Turtles تتغذى بقناديل البحر بصورة حصرية تقريباً. وعلى عكس الثدييات الأخرى المقاومة للسموم، تمتلك السلاحف الجلدية الظهر تكيفاً جسديّاً للدفاع ضد أحد أشد قناديل البحر سمية في العالم. وتُبطن المريء الكثيف الذي يؤدي إلى معدتها صفوفٌ مستمرة من الحليمات Papillae، أو النتوءات، المتجهة للداخل. ولكونها مصنوعة من مادة الكيراتين Keratin الصلبة، وهي المادة نفسها الموجودة في أظافر الأصابع، تصبح لدغة قنديل البحر عديمة الأثر.