أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

بعثة جديدة إلى القمر

كيف سيجلب المسبار تشانغ 5 قطعاً من سطح القمر إلى الأرض؟

بقلم: سكوت داتفيلد

(تشانغ 5) Chang’e 5، الذي سُمِّي على اسم آلهة القمر الصينية، مسبار قمري من الجيل الخامس يَعِدُ بأن يكون أول بعثة عودة صينية. فقد تجاوزت الفترة التي قضتها الصين في استقصاء القمر عقداً من الزمن، فجمعت معلومات بالغة الأهمية لفهم أصول نشأة القمر بشكل أفضل، إلى جانب أصل الأرض. وقد حققت البعثة نجاحاً كبيراً في مراقبة سطحه وحتى مشاهدة الجانب البعيد منه- حتى الآن، لم تتمكن وكالة الفضاء الصينية من جلب قطعة من القمر إلى الوطن. ومع ذلك، فبحلول نهاية العام، يؤمل بأن يُعالج مشروع البعثة الصينية للقمر (CLEP) هذا بإطلاق المسبار القمري الجديد، تشانغ 5.
يهدف المسبار الذي يزيد وزنه على 8 أطنان إلى جلب عينات من العينات القمرية إلى الأرض، وهو إنجاز لم يتحقق خلال الأربعين عاماً الماضية. ومن أجل إكمال مهمته، صمم المسبار القمري غير المأهول ليحتوي على أربعة أقسام: الوحدة المدارية أو وحدة الخدمة، ووحدة الهبوط، وكبسولة الصعود وإعادة الدخول. بُني كل من أقسام المسبار لإكمال سباق تتابع فضائي، تقوم كل وحدة بتسليم العينات القمرية إلى أخرى.
بمجرد الوصول إلى سطح القمر، يمكن لسباق التتابع أن يبدأ. أولاً، تستخرج وحدة الهبوط عينات الصخور، قبل تسليمها إلى وحدة الصعود. وبعد طيرانها، تدفع وحدة الصعود نفسها من السطح لتسليم العينات إلى كبسولة إعادة الدخول على متن الوحدة المدارية. وفي اندفاعة عبر الفضاء إلى الأرض، تطلق الوحدة المدارية الكبسولة التي ستنطلق إلى سطح الأرض، لتكمل سباق التتابع.
ستكون وجهة تشانغ 5 هي منطقة رومكر Rumker الواقعة في شمال محيط العواصف Oceanus Procellarum، على الجانب القريب من القمر- وتحديدا التكوين البركاني المعروف بمنطقة رومكر.
بعد تشكّل القمر شهدت هذه المنطقة فترة من النشاط البركاني، حيث غمرت السطح بحيرات من الصخور المنصهرة. كانت مناطق مثل رومكر تُعرف في الأصل بالأبحر Mares – من اللاتينية بمعنى البحر – إذ ظن راصدوها الأوائل أنها محيطات قمرية. ومع ذلك، فالبازلت البركاني هو ما خلق فيما مضى وهماً بوجود مياه على سطح القمر، وتتمثل مهمة تشانغ 5 بجلب نحو كغم واحد من العينات إلى الأرض. وعند التمكن من جلب عينات اللب المستخرجة من السطح، سيتمكن الباحثون من تحليل البنية الجيولوجية للقمر وزيادة فهمنا لكيفية نشأته هو والأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى