أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحةعين على العالم

انقراض نوعين من فيروسات الإنفلونزا

بقلم: راشيل ريتنر

كان هناك عدوى محدودة جداً للإنفلونزا في أثناء جائحة كوفيد19- إلى درجة أن بعض أنواع فيروسات الإنفلونزا ربما تكون قد انقرضت. فخلال جائحة كوفيد19- تراجعت حالات الإنفلونزا إلى مستويات تاريخية منخفضة، وهي ظاهرة ينسبها الخبراء إلى ارتداء الكمامات والاحتياطات الأخرى المتخذة لمكافحة فيروس كورونا المستجد Novel coronavirus.

ومن المثير للاهتمام أن نوعين من فيروسات الإنفلونزا لم يصيبا أي شخص طَوال سنة، بمعنى أنه لم يُبلَغ عن أي حالات للإصابة بهذين الفيروسين في أي مكان في العالم. لا يعرف الخبراء حاليّاً ما إذا كان هذان النوعان قد انقرضا، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فقد يسهّل ذلك على المسؤولين اختيار سلالات فيروس الإنفلونزا المضمَّنة في لقاح الإنفلونزا.

لتوضيح أي فيروسات الإنفلونزا قد تكون انقرضت، لابد من فهم كيفية تصنيف فيروسات الإنفلونزا. تنتج الإنفلونزا الموسمية عن فصيلتين من فيروسات الإنفلونزا: فيروسات الإنفلونزا أيه Influenza A والإنفلونزا بي Influenza B، وتنقسم فيروسات الإنفلونزا أ إلى “أنواع فرعية” Subtypes تعتمد على بروتينين على سطحها يعرفان باسم الهيماغلوتينين Haemagglutinin (H) والنورامينيديز Neuraminidase (N). حالياً، ينتشر الفيروس H1N1 وH3N2 في البشر، ويقسم كل نوع من هذه الأنواع الفرعية إلى “فروع حيوية” Clades. من ناحية أخرى لا تتألف فيروسات الإنفلونزا بي من أنواع فرعية أو مجموعات، ولكنها تنقسم إلى سلالتين تُعرفان باسم بي/ياماغاتا B/Yamagata و بي/ فيكتوريا B/Victoria.

أحد الفروع الحيوية للنوع الفرعي H3N2، والمعروف باسم 3C3، لم يعثر عليه منذ مارس 2020. وينطبق الشيء نفسه على سلالة بي/ياماغاتا. قال تريفور بيدفورد Trevor Bedford، عالم البيولوجيا الحاسوبية في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل: “أعتقد أن هناك فرصة جيدة لاندثارها، لكن العالم مكان كبير”.

استعرض فلوريان كرامر Florian Krammer، عالم الفيروسات في كلية إيكان الطبية في ماونت سيناي في نيويورك، أفكاراً مماثلة حول سلالة بي/ياماغاتا، وقال: “إن مجرد أن أحدا لم يرَها لا يعني أنها اختفت تماما- ولكن يُحتمل أنها اندثرت”.

قد يكون التنوع المحدود بين فيروسات الإنفلونزا أمراً جيداً. في كل عام، يصنع العلماء لقاح الإنفلونزا قبل أشهر من بدء موسم الإنفلونزا بتحديد السلالات المنتشرة في العالم، ثم توقع سلالات الإنفلونزا التي يرجَّح أن تكون أكثر شيوعاً في أثناء الموسم المقبل. يعني انخفاض تنوع فيروسات الإنفلونزا وجودَ مجموعة أصغر من الفيروسات المنتشرة للاختيار من بينها، وفرصة أكبر لمطابقة اللقاح على بالسلالات المنتشرة في ذلك الموسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى