القفص الصدري البشري
ليست الضلوع مجرد درع للأعضاء الموجودة بداخل جذعنا، كما سنكتشف هنا...
يمكن اعتبار القفص الصدري – الذي يعرف أيضا بالسلة الصدرية – مجرد إطار لحماية الرئتين والقلب والأعضاء الرئيسية الأخرى. وعلى الرغم من أن هذه مجرد واحدة من وظائفه الرئيسية، إلا أن القفص الصدري يفعل أكثر من ذلك بكثير. فهو يوفر دعما حيويا باعتباره جزءا من الهيكل العظمي، كما أن التنفس لن يكون في الواقع ممكنا من دونه.
يعني كل هذا أن القفص الصدري يجب أن يكون مرنا. وبنيته المخروطية ليست مجرد منظومة جامدة من العظام – فهي تتألف في الواقع من العظام والغضاريف. يضم القفص الصدري 24 ضلعا، والتي تنظم في الخلف إلى الفقرات الاثنتي عشرة التي تشكل منتصف العمود الفقري.
وتلتقي الأجزاء الغضروفية من الضلوع من الأمام باللوحة المسطحة الطويلة المؤلفة من ثلاثة عظام، والمعروفة بالقص (عظمة الصدر)؛ أو أن معظمها يفعل ذلك. ويُطلق على أزواج الضلوع من الأول إلى السابع اسم «الضلوع الحقيقية» لأنها متصلة مباشرة بعظم القص. أما أزواج الضلوع من الثامن إلى العاشر؛ فتتصل بالقص على نحو غير مباشر عن طريق بنى غضروفية أخرى، ولذلك يشار إليها بـ«الضلوع الكاذبة». ويظل الزوجان الأخيران – «الضلوع العائمة» – معلقين دون اتصال بعظم القص.
وتمثل كسور الضلوع إصابة شائعة ومؤلمة للغاية، حيث تكون الضلوع الوسطى أقرب احتمالا للتعرض للكسر وقد يكون الضلع المكسور شديد الخطورة، لأن قطعة حادة منه قد تخترق القلب أو الرئتين. وهناك أيضا حالة تسمى الصدر السائب Flail Chest، التي تنكسر فيها عدة ضلوع ومن ثم تنفصل عن القفص الصدري، الأمر الذي قد يكون مميتا. ولكن على خلاف ذلك، ليس هناك الكثير الذي يمكن القيام به لإصلاح كسر الضلع أكثر من الحفاظ عليه مستقرا ومستريحا، مع إتاحة الوقت الكافي للشفاء.