الفورمولا وان
من التصاميم المبتكرة إلى السائقين الشجعان، اكتشف ذروة سباقات السرعة الحديثة
ليس من المفاجئ أن تكون السرعة هي العامل الحاسم في عالم سباقات الفورمولا 1، لكن الأقل وضوحا هو أنه بالنسبة إلى الفرق المتسابقة، تبدأ ساعة السباق بالدق حتى قبل أن يُرسم مخطط السيارة المفاهيمية الأولى. ومع قيام كل فريق ببناء سلسلة جديدة من المكونات والمركبات قبل كل موسم، تكون لكل قسم أهمية حيوية، ويجب على الجميع العمل بسرعة وفعالية لإكمال سياراتهم قبل بداية الموسم الجديد.
وبالنسبة إلى المنظمين، فهذه الرياضة تحتاج إلى توازن دقيق. وتسعى الفرق باستمرار إلى صنع سيارات أسرع وأشد ذكاء وكفاءة، لكن يجب ضبط تكاليف تحقيق هذه الأهداف الطموحة للسماح للفرق الأصغر بأن تظل قادرة على المنافسة. ويأتي الحل في شكل وثيقة مفصلة مؤلفة من مئات الصفحات، يتم إصدارها قبل كل موسم، تضع قيودا على ما يُسمح للفرق بتصميمه وتنفيذه. وتمتد هذه اللائحة لما يتجاوز السيارة نفسها، فتقيّد الوصول إلى الاختبارات الحية والعديد من عناصر البحث والتطوير. ونتيجة لذلك، يجب على المصممين والمهندسين التكيف بسهولة مع المشهد التقني المتغير باستمرار، ومن ثم فهم مجبرون على الابتكار. ولحسن الحظ، فقد أثبتوا مرارا وتكرارا أنهم قادرون على الارتقاء إلى مستوى التحدي، والنتيجة هي بناء آلات أكثر تعقيدا مع كل عملية للتطوير.
إن مقرات فرق الفورمولا 1 اليوم هي بوتقة تنصهر فيها علوم المواد، والهندسة والتكنولوجيا. وأنفاق الرياح ومقابلتها التي تتم محاكاتها افتراضيا، أي ديناميكيات السوائل المحوسبة، توجد في طليعة المراحل المبكرة لإنشاء المركبات، حيث يمكن تقييم الديناميكا الهوائية للمكونات الجديدة. وبعد اختيار تصميمها المفضل، تقوم معظم الفرق بتجميع المركبات داخليا بالكامل، فتصنع الهيكل (الشاصي) من طبقات هيكلية من ألواح ألياف الكربون المصبوبة بدقة، والتي تسخّن في قدر للضغط (أوتوكلاف) ليضغطها معا، فيدمج الطبقات إلى مادة أخف من الفولاذ بخمس مرات، وأقوى بعشرة أضعاف. قد يشتمل التجميع النهائي على أكثر من 16,000 جزء، تم تصميم أو طلب كل قطعة منها حسب المواصفات المحددة. وتستغرق هذه العملية برمتها أقل من ستة أشهر، مما يجعل سرعة صنع السيارات مثيرة للإعجاب مثل سرعة دورانها حول مضمار السباق.