العلم يحتاجك!
بدأ العلماء الهواة ثورة عن طريق فتح الأبواب أمام الابتكار والبحث العلمي، مما يسمح للجمهور بالمشاركة
طوال قرون، اعتمد الابتكار والبحث على مشاركة الجمهور في العلوم. كوكب أورانوس اكتشفه موسيقار في القرن الثامن عشر من خلال صنع تلسكوبه الخاص مستخدما مرايا مصنوعة من النحاس والقصدير. وقد شهدت العقود الأخيرة انتقال العلوم إلى عُرف لا يمكن معه المشاركة في هذه الموضوعات إلا من خلال مؤسسات مثل الجامعات. توفر علوم المواطن فرصة لزيادة مشاركة الجمهور ودقرطة democratisation العلم. في عصر المعلومات، أدت مجموعات البيانات الكبرى، والفرق الصغيرة والقيود المالية إلى إبطاء وتيرة العملية العلمية. ولكن من خلال الاستفادة من الفضول الطبيعي لعامة الناس، يمكن التغلب على العديد من هذه التحديات عن طريق إشراك غير العلماء في العملية البحثية بصورة مباشرة. يمكن لأي شخص أن يكون مواطنا عالما، بغض النظر عن عمره أو جنسيته أو خبرته الأكاديمية. بل إنك لا تحتاج حتى إلى أي تدريب رسمي، فيكفي امتلاك عقل فضولي والحماس للانضمام إلى واحد من الآلاف من مشروعات علوم المواطن لتوليد معارف جديدة ووسائل لفهم النتائج العلمية الحقيقية. استخدم العلماء مجموعة متنوعة من الطرق لإشراك عموم الجمهور في أبحاثهم، مثل تضمين تحليل البيانات في لعبة تُمارس عبر الإنترنت أو جمع العينات عبر تطبيق يعمل على الهواتف الذكية. لقد طلب من العلماء المواطنين المساعدة في عدّ الحشرات، وتصنيف الخلايا السرطانية، وحتى التعرف على المجرات البعيدة. يعني هذا النوع من العلوم التي يسهل الوصول إليها أن تتمكن العقول الذكية من الانضمام إلى السباق الدائر لإنشاء وتطوير المشاريع التي تمتلك القدرة على تغيير العالم. ويمكن للنهج المرتكز على علوم المواطن أن يوسع مجال رؤيتنا لكي تشمل مزيداً من الأفكار والأدمغة المختلفة لحل المشكلات، والإبداع، مما يجعل عملية الابتكار أسرع وأكثر فعالية.
وقد تزامن صعود علوم المواطن مع ظهور المختبرات البيولوجية الشخصية. تمثل هذه المجموعات من الأشخاص الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم جزءا من حركة اجتماعية سريعة التوسع للتكنولوجيا الحيوية، والتي تضم المواطنين العلماء والعلماء المحترفين الذين يسعون إلى انتزاع الاكتشاف من المؤسسات ووضعها في أيدي أي شخص يمتلك ما يكفي من الحماس. هناك حوالي 40 مركزا رسميا لبيولوجيا الهواة في جميع أنحاء العالم، في مواقع تشمل باريس ولندن وسيدني وتل أبيب. وهي تقوم بحشد الموارد، والتعاون، والتفكير خارج الصندوق، وإيجاد حلول وطرق للالتفاف حول العقبات من أجل استكشاف العلم من أجل العلم دون الحدود التقليدية للعمل داخل الإطار الرسمي. هل حان الوقت لنقل صحون بتري من المختبر إلى الكراج؟
اذهلني ماقرأت