الديناصورات القطبية
تبين الأدلة أن بعض الديناصورات تحملت فصول الشتاء الباردة المظلمة
لفترة طويلة، ظن الخبراء والجمهور أن الديناصورات لم تكن تعيش إلا في المناطق الاستوائية. تخيّل دهشة الجميع إذا تضمنت أحدث أفلام الحديقة الجوراسية أبطالا يركضون في معاطف شتوية سميكة كنوع من التغيير. وقد يبدو ذلك بعيد الاحتمال، لكن تصورنا للديناصورات يتغير، فقد أظهرت الأحافير التي اكتشفت حديثا أن الديناصورات عاشت في أمكنة أكثر برودة بكثير. ومن بين هذه الموائل الباردة كتلة اليابسة المعروفة الآن باسم أستراليا. وفي أيامنا هذه، تلك المنطقة هي أبعد ما يكون عن البرودة، لكن قبل 65-100 مليون سنة كانت تبعد كثيرا إلى الجنوب، إذ كانت مستقرة بجوار القارة القطبية الجنوبية.
إذن كيف تمكنت الديناصورات من البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف؟ أشارت نظرية سابقة إلى أنها هاجرت إلى مناخ أكثر دفئا مع حلول أبرد المواسم. لكن هذه النظرية دُحضت الآن إلى حد كبير؛ أما نظرية “فصول الشتاء القارسة”، التي تنطوي على قيام الديناصورات إما بتحمل البرد أو النوم خلال الشتاء، فهي المفضلة الآن. يعتقد أن بعض الديناصورات الصغيرة، على وجه الخصوص، ربما كانت تخلد إلي البيات الشتوي – مثلما يفعل كثير من الدببة القطبية حاليا. لكننا نعرف أن هذا لم يكن الحال بالنسبة إلى جميع حيوانات ما قبل التاريخ. وقد أظهر تحليل عظام الديناصورات القطبية أنها كانت تنمو على مدار السنة، مما يشير إلى أن هذه الحيوانات لم تكن تقضي شهورا في النوم.
ولحسن حظ هذه الحيوانات، فلم يكن القطبان بمثل البرودة التي هما عليها اليوم، لكنها تعرضت للعديد من فصول الشتاء المظلمة. وهذا جعل من الصعب على النباتات أن تزدهر، لكن بعض النباتات القوية الاحتمال وفرت الغذاء للحيوانات العاشبة، الذي كان بدوره جيدا لآكلات للحوم، لأنه زودها بمزيد من الفرائس لاصطيادها.