الحفر في القارة القطبية الجنوبية القديمة
كيف يكشف مشروع «أندريل» ANDRIL عن ماضي الأرض ويتنبأ بمستقبلها
تكمن تحت أقدامنا طبقات من الصخور التي تحكي قصة كوكبنا. ومن الحجر الرملي الباهت المتفتت إلى الأسطح المتصلبة من الطين الصفحي الرمادي، تمثل كلُّ طبقةٍ لقطةً فريدةً لتاريخ الأرض الطبيعي.
تتمثل مهمة «أندريل Andrill» (مشروع الحفر في القطب الجنوبي) في استعادة هذا التاريخ. ويوجد موقعا أول مشروع للحفر (مشروع حَفْر جرف ماكموردو الجليدي McMurdo Ice Shelf، ما بين عامي 2006 إلى 2007 ومشروع حفر لسان ماكموردو الجنوبي Southern McMurdo ما بين عامي 2007 إلى 2008) في منطقة ماكموردو بالقارة القطبية الجنوبية. وقد انغرست منصة حفر جرف ماكموردو الجليدي في المياه بعمق نحو كيلو متر واحد وطفت على جليد بلغت سماكته 84 متراً. ويهدف المشروع إلى سحب عينات رسوبية عملاقة من الأرض لكشف الأسرار المحصورة في الصخور، التي تشير إلى التغيرات الجليدية وبين الجليدية في المنطقة القطبية الجنوبية. وفي الموقعين حَفَر الباحثون عبر الجرف الجليدي للقارة القطبية الجنوبية وصولاً إلى المنطقة الرسوبية لجلب العينات الجوفية الصلبة من الصخور إلى السطح حتى يمكن تحليلها. واحتفظت العينات الجوفية بسجلات لأحداث ذوبان الجليد وتجمّده خلال الأربعين مليون سنة الماضية. وعن طريق دراستها تمكّن الباحثون من تحديد سرعة وتواتر التقلبات التي حدثت خلال هذه الفترة.
ويعود تاريخ العينات الرسوبية المجلوبة من مشروع ماكموردو الجنوبي إلى أكثر من 20 مليون سنة. بالترافق مع بعض النماذج الرياضياتية الذكية، استخدم العلماء عينات من الصخور للتنبؤ بمناطق الاحترار العالمي المستقبلية وتعميق فهمهم لسرعة وحجم وتواتر عمليات الذوبان والتجمّد. وستكون لمثل هذه المعلومات أهمية حيوية في مكافحة التغير المناخي.