بقلم: سكوت داتفيلد
لماذا توجد الآلات النحاسية Brass في الخلف والوتريات Strings في مقدمة الأوركسترا؟ ترتبط جميع أسباب تحديد مواضع آلات الأوركسترا بكيفية ”سماع“ الدماغ للأصوات المختلفة. تتكون الأوركسترا السيمفونية الحديثة عادة من نحو 100 عازف مختلف يعزفون على مجموعة واسعة من الآلات، بما في ذلك مجموعات آلات النفخ الخشبية Woodwind والآلات الوترية والبيس Bass. كل هذه العناصر تُصدر نغمات مختلفة تعمل معاً لتشكيل صوت متناغم. في الموسيقى، تشير الدرجة Pitch إلى طول الطول الموجي للصوت الذي تُصدره الآلة، والذي يرتبط بحجم الآلة. فمثلاً، تنبعث الموجات الصوتية الطويلة والعميقة من الآلات الأكبر مثل التوبا Tubas والتشيلو Cellos، في حين تأتي الطبقات الأعلى من الموجات الصوتية القصيرة للكمان الأوسط Viola أو الفلوت Flute.
عندما تجتمع الآلات معاً لتشكل أوركسترا، توضع الآلات ذات النغمة العميقة على الجانب الأيمن كما يراها الجمهور، وتكون الآلات ذات النغمة الأعلى على اليسار. توجّه الأوركسترا بهذه الطريقة وفقاً لتفضيلات دماغنا. توجد داخل كل من نصفي الكرة المخية منطقة تعرف باسم القشرة السمعية Auditory cortex، والتي تفسر الإشارات الصادرة من الأذنين. لزيادة الأمور تعقيداً، توصل كل قشرة سمعية بالأذن المقابلة، حيث تغذي القشرة السمعية اليمنى الأذن اليسرى وتستمع القشرة السمعية اليسرى عبر الأذن اليمنى. وفي حين تلتقط كل أذن الأصوات نفسها، فقد وجدت الدراسات أن القشرة السمعية اليمنى تعالج النغمات المنخفضة بشكل أفضل، في حين أن اليسرى تفيد أكثر مع النغمات العالية. يحاكي التوزيع الأوركسترالي هذا التقاطع بين جزأي القشرة السمعية. صمّمت الآلات عالية الدرجة لإفادة العازفين، لا الجمهور، فتوضع على الجانب الأيمن من منظور العازفين بحيث تُسمع بشكل أفضل، والعكس صحيح بالنسبة إلى النغمات ذات الدرجة المنخفضة. يعتمد بُعد مجموعة الآلات من الأمام إلى حد كبير على حجمها وجهارتها. توضع الآلات الأعلى صوتاً مثل طبول الإيقاع Percussion drums أو التوبا النحاسية في الجزء الخلفي من الأوركسترا لمنعها من حجب الأصوات الأرق والأهدأ للوتريات في المقدمة.
وفقاً لبحث أجرته جامعة لندن متروبوليتان في عام 2020، يمكن للاستماع إلى موسيقى موتسارت أن يحسّن ذاكرتك القصيرة المدى. وصف تأثير موتسارت Mozart effect لأول مرة في عام 1993 عندما أشار مقال نُشر في مجلة نيتشر Nature إلى أن الاستماع إلى موسيقى موتسارت يمكن أن يحسن نتائج اختبار الذكاء. منذئذ، أجري العديد من الدراسات لبحث العلم وراء سيمفونياته، بما في ذلك دورها في الذاكرة القصيرة المدى. في دراسة نُشرت في عام 2020، طلب الباحثون من مجموعة مكونة من 84 مشاركاً تذكّر عدد من الكلمات بعد مقطع صوتي مدته دقيقة واحدة لمقطوعة موتسارت بعنوان ”قليل من موسيقى المساء“ Eine kleine Nachtmusik. وجدوا أن موسيقى موتسارت تعمل على تحسين ذاكرة الكلمات. بعد تشغيل مقطوعة ”قليل من موسيقى المساء“ عبر الصونوغرامات Sonograms ومطياف الترددات Spectrograms لفحص ترددها وصوتها بصرياً، خلص الباحثون إلى أن التأثير الإيجابي في التذكّر قد يكون متعلقاً بالتشابه بين موسيقى موتسارت وبنية الكلمات والجمل.
التي تضم 8,573 عازفاً ومغنياً.
توزيع الآلات الموسيقية
كيف ترتّب آلات الأوركسترا لتحقيق أقصى استفادة من صوتها
المايسترو CONDUCTOR
في مقدمة ووسط أي أوركسترا، يوجد المايسترو، الذي تتمثل مهمته بضبط إيقاع الموسيقى ومستوى صوتها وحفظ التناغم بين العازفين.
الآلات النحاسية BRASS
توجد أعلى الآلات الموسيقية داخل الأوركسترا في قسم الآلات النحاسية الموجود في الخلف. يمكن أن تصل شدة صوت الترومبونات Trombones إلى 114 ديسيبل، في حين يمكن أن تصل شدة آلات الكمان الموجودة في مقدمة الأوركسترا إلى 95 ديسيبل.
الوتريات STRINGS
تتراوح الآلات الوترية في الأوركسترا بين أصوات الكمان العالية الدرجة على اليسار إلى أصوات الجهير المنخفضة في أقصى اليمين. على الرغم من أنها قد تبدو متشابهة، إلا أن آلات الكمان المتوسط تُضبط على مستوى أقل بمقدار الخُمس من آلات الكمان، ومن ثم تبدأ آلات الكمان على الجانب الأيسر من قسم الوتريات وتنتهي بآلات الكمان المتوسط على اليمين.
آلات النفخ الخشبية WOODWINDS
توجد آلات النفخ الخشبية في وسط الأوركسترا، ومنها آلات البيكولو Piccolos والفلوت ذات الدرجة الأعلى على اليسار، وآلات الأوبوا Oboes والباسون Bassoons ذات درجة الصوت المنخفضة على اليمين. توجد آلات النفخ الخشبية أيضاً أمام قسم الآلات النحاسية لضمان عدم إغراقها بالصوت القوي للأبواق والتوبا.
آلات الإيقاع PERCUSSION
عزف عازفو الإيقاع على مجموعة متنوعة من الآلات المختلفة في هذا القسم، بما في ذلك طبول التيمباني Timpani drums، والصنج Cymbals، والإكسيليفونات Xylophones. على غرار الآلات النحاسية، يمكن لآلات الإيقاع مثل طبول التيمباني أن تنتج صوتاً أعلى شدة من الآلات الأخرى، بنحو 100 ديسيبل، لذا يُستحب أن تجلس في الجزء الخلفي من الأوركسترا.
الفرقة الأولى
على الرغم من أن الآلات الموسيقية موجودة منذ آلاف السنين، إلا أن تجميع أول أوركسترا لم يتم حتى عام 1600 تقريباً على يدي الملحن الإيطالي كلاوديو مونتيفيردي Claudio Monteverdi. عزفت أوركسترا مونتيفيردي مقطوعة أوبرا ”لورفيو“ L’Orfeo عام 1607، بجمع 40 آلة موسيقية معاً، بما في ذلك الآلات الوترية ذات ذات القوس Bowed Strings والبيان القيثاري Harpsichords والأبواق Trumpets. ولأول مرة، استخدم مونتيفيردي أوركسترا للتركيز على لحظات بعينها في الأوبرا باستخدام آلات محددة. أدى ابتكاره الأوركسترالي إلى زيادة شعبيته ووضع الأساس لرواد الأوركسترا الآخرين، مثل يوهان سيباستيان باخ Johann Sebastian Bach.