البقاء على قيد الحياة في الظروف القطبية المتطرفة
اكتشف العتاد الذي يُبقي البشر على قيد الحياة في أقسى المناطق طقساً
البشر، بفطرتهم، مخلوقات تعيش في مناخ دافئ. ويفتقر جلدنا إلى الفراء ولا يمكننا بسهولة تخزين طبقة سميكة من الدهون العازلة. ومع ذلك، فقد انتشرنا الآن في جميع أنحاء العالم، وهناك عدد متزايد من الأشخاص الذين يجدون أسباباً للمغامرة في أقصى خطوط العرض لقطبي كوكبنا. وبفعل التغير المناخي ذابت الصفائح الجليدية التي كانت صلبة سابقاً وفتحت طريق بحر الشمال؛ مما جعلها في متناول التجار الذين انضموا إلى سفن الصيد، وعمال منصات الحفر النفطية وسفن الرحلات في المياه الباردة.
على اليابسة بَنَت جيوش البلدان التي تمتلك أراضي في الدائرة القطبية الشمالية قواعد دائمة على تلك التضاريس الوعرة، وفي منطقة القطب الجنوبي يواصل الباحثون والمغامرون صراعهم مع الطبيعة، لا سيما خلال فصل الشتاء الوحشي في القارة القطبية الجنوبية. ومع ذلك، فنحن البشر لا نتحمل فقط تحديات الطبيعة الهائلة بل نتغلب عليها، وذلك بفضل تقنياتنا المتطورة دائماً.
لقد عرضت بعض الإنجازات المذهلة للهندسة والتصميم خلال رحلة استكشافية قام بها المستكشف السير رونولف فينيس لاجتياز القارة القطبية الجنوبية خلال فصل الشتاء. وعلى الرغم من توقفهم قبل الأوان بسبب الصدوع العملاقة، فقد استخدم فريق البعثة أكثر تقنيات البقاء على قيد الحياة تطوراً في ذلك الوقت لاختراق القارة المتجمدة. ونسجت القفازات والنعال المحتوية على عناصر تسخين في نول آلي يمر عبر جميع أجزاء بذلاتهم؛ مما يوفر الدفء لأطراف المتزلجين، وهي الأكثر تضررا من البرد. وتستخدم أقنعتهم أيضاً هواء الزفير لتدفئة الهواء النقي الوارد؛ مما يقلل من درجة الحرارة في رئاتهم. وبجوارهم كان هناك نوعان مختلفان من جرارات كاتربيلار من طراز D6N، التي زوّدت بغلاية وعنصر تسخين كهربائي إضافي للسماح للعربة بالعمل عند حرارة 70- درجة سيليزية، واستُخدِما في جر المأوى والإمدادات.
ليس المغامرون وحدهم من يستخدمون التقنيات المتطورة، فسواء أكانوا جنودا مجهزين للزحف خلال أشهر الشتاء القاسية أم صيادين يحمون أنفسهم من الظروف الجوية وهم ينتظرون النجدة، فقد صار البشر أقدر على النجاة من البرد الشديد في القطبين من أي وقت مضى.