أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

الاستعداد لبعثة دارت

تحدثنا إلى عالمة الكواكب نانسي شابوت Nancy Chabot من مختبر الفيزياء التطبيقية Applied Physics Laboratory (APL) بجامعة جونز هوبكنز حول بعثة دارت

بعثة دارت
تقود شابوت جهود التنسيق لبعثة دارت

بمَ‭ ‬ستخبرنا‭ ‬بعثة‭ ‬دارت‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬تغيير‭ ‬مسار‭ ‬الكويكب؟
يتمثل‭ ‬أحد‭ ‬التحديات‭ ‬الرئيسية‭ ‬باستهداف‭ ‬كويكب‭ ‬صغير‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬بسرعة‭ ‬عالية‭ ‬جداً،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكويكب‭ ‬لم‭ ‬تصوّره‭ ‬أي‭ ‬مركبة‭ ‬فضائية‭ ‬من‭ ‬قبل. ‬وخلال‭ ‬الساعة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬اقتراب‭ ‬المركبة‭ ‬الفضائية‭ ‬من‭ ‬ديمورفوس،‭ ‬يمكن‭ ‬للكاميرا‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬تمييزها‭ ‬عن‭ ‬ديديموس،‭ ‬وهو‭ ‬الكويكب‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬حوله‭ ‬ديمورفوس. ‬وقد‭ ‬طور‭ ‬فريق‭ ‬دارت‭ ‬DART‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬الفيزياء‭ ‬التطبيقية‭ ‬خوارزميات ‭‬SMART Nav‭‬، وهي‭ ‬اختصار‭ ‬”خوارزميات‭ ‬التنقل‭ ‬المستقل‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬الحقيقي‭ ‬لجسم‭ ‬صغير“ Small-body Maneuvering Autonomous Real Time Navigation، ‬والتي‭ ‬تحركها‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭ ‬للارتطام‭ ‬بالكويكب‭ ‬ديمورفوس. ‬يمثل‭ ‬إظهار‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬بسرعة‭ ‬عالية‭ ‬تحدياً،‭ ‬لكنه‭ ‬أيضاً‭ ‬عرض‭ ‬تقني‭ ‬مهم‭ ‬للدفاع‭ ‬الكوكبي‭. ‬وسيكون‭ ‬عرض‭ ‬المركبة‭ ‬دارت‭ ‬DART‭ ‬لهذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬نتيجة‭ ‬رئيسية‭ ‬تستنير‭ ‬بها‭ ‬أنشطة‭ ‬الدفاع‭ ‬الكوكبي‭ ‬المستقبلية‭.‬

مع‭ ‬افتراض‭ ‬نجاح‭ ‬الارتطام،‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬مدى‭ ‬تغير‭ ‬المدار؟
كيف‭ ‬يتفاعل‭ ‬الكويكب‭ ‬مع‭ ‬الارتطام‭ ‬الحركي‭ ‬للمركبة‭ ‬الفضائية‭ ‬دارت‭ ‬DART‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التحقيق‭ ‬فيها‭. ‬نعلم‭ ‬من‭ ‬الكويكبات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬استُكشفت‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬والتركيبات‭ ‬الداخلية‭ ‬وخصائص‭ ‬السطح‭ ‬ونقاط‭ ‬القوة،‭ ‬وستؤثر‭ ‬هذه‭ ‬الخصائص‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬انحراف‭ ‬الكويكب‭ ‬ديمورفوس‭ ‬في‭ ‬مداره‭ ‬حول‭ ‬ديديموس‭.‬

”دارت هي مجرد جزء واحد من استراتيجية دفاع كوكبية أكبر“

بعد‭ ‬دارت،‭ ‬ما‭ ‬الخطوة‭ ‬التالية؟
دارت‭ ‬DART‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬جزء‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬دفاع‭ ‬كوكبية‭ ‬أكبر‭ ‬يقودها‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيق‭ ‬الدفاع‭ ‬الكوكبي‭ ‬التابع‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا. ‬يعد‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬الأجرام‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬وتتبعها‭ ‬وتمييزها‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬جهود‭ ‬مستقبلية‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬دفاع‭ ‬الكواكب،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬دارت‭ ‬DART‭ ‬مجرد‭ ‬الاختبار‭ ‬الأول‭ ‬لها. ‬وتشمل‭ ‬مهمات‭ ‬الدفاع‭ ‬الكوكبي‭ ‬المستقبلية‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التطوير‭ ‬قبل‭ ‬الإطلاق‭ ‬بعثة‭ ‬هيرا‭ ‬التابعة‭ ‬لوكالة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأوروبية،‭ ‬والتي‭ ‬ستستكشف‭ ‬نظام‭ ‬الكويكبات‭ ‬المستهدف‭ ‬للمركبة‭ ‬دارت‭ ‬DART‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2026‭ ‬وترى‭ ‬الحفرة‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬ارتطام‭ ‬دارت DART، ‬وبعثة‭ ‬نيو‭ ‬سرفايور‭ ‬NEO Surveyor‭ ‬التابعة‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا‭ ‬للعثور‭ ‬على‭ ‬الأجسام‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭.‬

هل كنت تعلم؟ كان ارتطام تونغوسكا Tunguska في عام 1908، حتى في سيبيريا القليلة السكان، أكبر ارتطام كويكبي في التاريخ المسجل.


بعثة دارت
صورة رادارية لإيكاروس، والتقطت أثناء اقترابه من الأرض في عام 2015

1 إيكاروس
الحجم: ‭ ‬1,400‭‬متر
اكتشف‭ ‬كويكب‭ ‬إيكاروس‭ ‬ICARUS‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1949،‭ ‬ويستغرق‭ ‬409‭ ‬يوماً‭ ‬لإكمال‭ ‬مداره‭ ‬حول‭ ‬الشمس‭. ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬أطول‭ ‬بنسبة‭ ‬%12‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬الأرض ‭‬البالغة ‬365‭ ‬يوماً،‭ ‬فقد‭ ‬تظن‭ ‬أنه‭ ‬يضعه‭ ‬بأمان‭ ‬خارج‭ ‬مدارنا. ‬ولكن‭ ‬إيكاروس‭ ‬يتحرك‭ ‬في‭ ‬مدار‭ ‬إهليلجي‭ ‬Elliptical‭ ‬جداً،‭ ‬تقع‭ ‬أقصى‭ ‬نقطة‭ ‬له‭ ‬خارج‭ ‬مدار‭ ‬المريخ،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬أعمق‭ ‬نقطة‭ ‬له‭ ‬يكون‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الشمس‭ ‬من‭ ‬كوكب‭ ‬عطارد. ‬ما‭ ‬بين‭ ‬هذين‭ ‬الطرفين،‭ ‬توجد‭ ‬نقطة‭ ‬يتقاطع‭ ‬مداره‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬مدار‭ ‬الأرض. ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭- ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬في‭ ‬عام ‭ -‬2015‭‬‭‬يصل‭ ‬إيكاروس‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬التقاطع‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬تصل‭ ‬فيه‭ ‬الأرض‭ ‬تقريباً،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬احتمالاً‭ ‬ضئيلاً‭ ‬لكنه‭ ‬حقيقي‭ ‬لحدوث‭ ‬اصطدام. ‬اجتذب‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬الانتباه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬عندما‭ ‬درس‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬MIT‭ ‬سمى‭ ‬مشروع‭ ‬إيكاروس‭ ‬Project Icarus‭ ‬الطرق‭ ‬التقنية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬منع‭ ‬وقوع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التصادم‭.‬

بعثة دارت
إحدى الصور الرادارية لتوتاتيس، والتي التقطتها وكالة ناسا في عام 2012

2 توتاتيس
الحجم: ‭ ‬2,450‭‬مترا
يتحرك‭ ‬توتاتيس‭ ‬TOUTATIS‭ ‬في‭ ‬مدار‭ ‬لا‭ ‬متراكز ‭‬Eccentric‬، آخذاً‭ ‬إياه‭ ‬طوال‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬حزام‭ ‬الكويكبات‭ ‬الرئيسي‭ ‬بين‭ ‬المريخ‭ ‬والمشتري‭ ‬عند‭ ‬أقصى‭ ‬نقطة‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬مدار‭ ‬الأرض‭ ‬عند‭ ‬أقصى‭ ‬نقطة‭ ‬له. ‬ويستغرق‭ ‬هذا‭ ‬المدار‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬قليلاً‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وقد‭ ‬اشتمل‭ ‬كل‭ ‬مدار‭ ‬تقريباً‭ ‬منذ‭ ‬اكتشافه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬على‭ ‬ممر‭ ‬قريب‭ ‬نسبياً‭ ‬من‭ ‬الأرض‭. ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬أقربها،‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬أو 2012، ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تصادمات‭ ‬وشيكة‭ ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬المسافات‭ ‬الدنيا‭ ‬ظلت‭ ‬كبيرة،‭ ‬فبلغت‭ ‬4‭ ‬و18‭ ‬ضعف‭ ‬المسافة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭ ‬على‭ ‬الترتيب. ‬خلال‭ ‬اقتراب‭ ‬عام ‬2012، ‬التقطت‭ ‬أول‭ ‬صور‭ ‬واضحة‭ ‬حقاً‭ ‬للكويكب‭ ‬بطريقتين‭ ‬مختلفتين: ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التصوير‭ ‬الراداري‭ ‬باستخدام‭ ‬هوائي‭ ‬شبكة‭ ‬الفضاء‭ ‬العميق‭ ‬التابعة‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا‭ ‬في‭ ‬غولدستون،‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬مسبار‭ ‬الفضاء‭ ‬الصيني‭ ‬تشانغ‭ ‬إه‭(‬Chang’e 2‭) 2 ‬، الذي‭ ‬حوّل‭ ‬مساره‭ ‬خصيصاً‭ ‬للتحليق‭ ‬بقرب‭ ‬الكويكب‭.‬

تصور فنان لأبوفيس وهو يمر بالأرض في عام 2029

3 أبوفيس
الحجم:‭ ‬370‭ ‬مترا
بشكل‭ ‬عام،‭ ‬عندما‭ ‬يتحدث‭ ‬علماء‭ ‬الفلك‭ ‬عن‭ ‬كويكبات‭ ‬محتملة‭ ‬الخطورة،‭ ‬يكون‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬”محتملة“،‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور،‭ ‬لكنها‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬مدارات‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تصادم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬البعيد. ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬اكتُشف‭ ‬أبوفيس‭ ‬APOPHIS‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬اعتُقد‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬احتمال‭ ‬حقيقي‭ ‬للارتطام‭ ‬بالأرض‭ ‬في‭ ‬أبريل 2029‭‬. ولحسن‭ ‬الحظ،‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يحدث. ‬سيتجاوز‭ ‬أبوفيس‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬قريبة‭ ‬جداً‭- ‬حتى‭ ‬أقرب‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأقمار‭ ‬الاصطناعية‭ ‬للاتصالات‭- ‬لكنه‭ ‬لن‭ ‬يصطدم‭ ‬بنا. ‬وينطبق‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬اللقاءات‭ ‬القريبة‭ ‬الأخرى‭ ‬طوال‭ ‬القرن‭ ‬المقبل‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

صورة مركبة لبينو التقطتها بعثة أوسايريس – ركس في عام 2018

4 بينو
الحجم: ‭ 490مترا
‬بينو‭ ‬Bennu‭ ‬هو‭ ‬كويكب‭ ‬آخر‭ ‬يمر‭ ‬بقرب‭ ‬الأرض‭ ‬أحياناً،‭ ‬وهو‭ ‬ضخم‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لإحداث‭ ‬دمار‭ ‬خطير‭ ‬إذا‭ ‬ارتطم‭ ‬بكوكبنا‭. ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬أبوفيس،‭ ‬فلن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور،‭ ‬لكنه‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأجرام‭ ‬بأدق‭ ‬ما‭ ‬يمكن. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬المنطقي‭ ‬وراء‭ ‬بعثة‭ ‬أوسايركس‭-‬ركس ‭‬OSIRIS-Rex‬ (مستكشف‭ ‬الأصول،‭ ‬والتفسير‭ ‬الطيفي،‭ ‬وتحديد‭ ‬الموارد،‭ ‬الأمن،‭ ‬والحطام‭ ‬الصخري) ‭(‬Origins, Spectral Interpretation, Resource Identification, Security, Regolith Explorer‭) ‬ التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬وكالة‭ ‬ناسا،‭ ‬والتي‭ ‬زارت‭ ‬بينو‭ ‬في‭ ‬عام ‭ ،‬2021‭‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬مع‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الصخور‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬منه‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى