في أعماق البحيرات والأنهار العذبة، يكمن ميكروب قاتل، غير معروف للأشخاص الذين يسبحون على السطح. وهو ينتظر بصبر الفرصة لبناء منزل جديد بداخل الثدييات الدافئة اللحم. فعلى الرغم من أنها لا تزيد على مجرد نقطة تحت المجهر، إلا أن أميبا النيغلرية الدجاجية Neagleria Fowleri تعد مفترسا متخصصا ذا شهية لا تشبع للأدمغة. ويحالفها الحظ عندما تندفع قطرة من الماء إلى أنف المضيف، فتشق طريقها بسرعة إلى العصب الشمي، فتستخدمه كسلم للوصول مباشرة إلى الدماغ. وتعبر الأميبا بسهولة الحاجز الدموي الدماغي لكي تعثر على موطنها المثالي بين الأنسجة العصبية اللينة والدافئة والغنية بالمغذيات. وتبدأ احتفالها باستخدام ممصّاتها الفتاكة لتمزيق خلايا دماغ المضيف والتهام مكوناتها الداخلية. يبدأ المضيف يفقد حواسه عندما يغزو الكائن الطفيلي الأعصاب الحسية. وينتشر الدمار كالنار في الهشيم ويتوغل الطفيلي أكثر في مادة الدماغ، حيث يفتك بالغالبية العظمى من ضحاياه. لن يستسلم المضيف دون مقاومة، لكن هذا الغازي الماكر يكون آمنا من الجهاز المناعي للمضيف ومن التدخلات الدوائية، فلا يمكن سوى لقليل من الأدوية أن يصل إليه خلف الحاجز الدموي الدماغي.
إن أعجبتك المقالات
اشترك معنا بإدخال إيميلك الشخصي
وستصلك نشرتنا الإخبارية
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
مستودعات المياه الجوفية للأرضأبريل 9, 2022