استكشاف الـهـيـمـالايـا
كيف خلق ارتطام واحد أرضاً متنوعة من الثقافة والإيكولوجيا وأعلى نقطة في العالم
بقلم: أيلسا هارفي
تغطي جبال الهيمالايا نحو 600,000 كم2، وهي قبلة متسلقي الجبال. وفي وجود أكثر من 50 جبلاً يتجاوز ارتفاعه 7,000 متر وكونها موطن 10 من أعلى 14 قمة في العالم، فإن اختيار مجموعة المهارات المطلوبة ونطاقها يمثل تحدياً للمستكشفين من معظم المستويات.
تنقسم البيئة إلى ثلاث مناطق جيولوجية- جبال الهيمالايا الخارجية، وجبال الهيمالايا الوسطى وجبال الهيمالايا الكبرى- وتتراوح البيئة من المناطق الاستوائية في الأسفل إلى القمم المتعرجة التي تشق السحب. وتمر السلسلة بخمس دول، الهند وباكستان والصين وبوتان ونيبال، فلا عجب أن جبال الهيمالايا متنوعة جداً. وكلما استكشفت المزيد في الوديان المظللة بالمنحدرات الحادة، ستجد أكثر تنوعاً في الحياة- من المخلوقات التي تسكن الجبال والتي تكيفت لتناسب هذه البيئة الفريدة، إلى المستوطنات والقرى الواقعة تحت خط الثلج، والتي تعيش على الموارد المجلوبة من الجبال.
في البداية، كان يعتقد أن أول سكان بشر عاشوا في المنطقة قبل ما لا يزيد على 5,200 سنة. أما الآن، فهناك أدلة تتمثل بآثار أقدام قديمة تصلبت في الطين تشير إلى أن بداية الحياة في الجبال تتراوح بين 7,400 و12,600 سنة ماضية. وفي حين أن المناطق المرتفعة من جبال الهيمالايا ليست أسهل الأماكن للعيش، فقد كانت المنطقة في ذلك الوقت أكثر رطوبة، ومن ثم كان بالإمكان دعم الزراعة في أعالي الجبال بشكل أفضل.
يستمر المناخ بالتغير حتى يومنا هذا، مشكلا نسخة جديدة من جبال الهيمالايا. ومع تزايد القلق بشأن آثار الاحترار العالمي، تعمل الدول المحيطة بسلسلة الجبال معاً لحماية الأرض التي لا تُعجب بها فحسب، بل تعتمد عليها. ويعيش أكثر من 240 مليون شخص في تلك القمم والجروف، وفي خضم أزمة المناخ، تفرض بعض التأثيرات الأقسى تأثيراً سلبياً عليها.