تحدث الأمواج المدّية العارمة عندما ترتطم بمياه النهر الساكنة أمواج سريعة الحركة يبلغ ارتفاعها عدة أمتار. تُرتجع المياه الآتية من مصب النهر، التي تتدفق في الاتجاه المعاكس لتيار النهر، كأمواج تعرف باسم الموجات العارمة. هناك الآلاف من الأنهار التي تودع ملايين الأطنان من المياه في محيطات العالم، لكن لا يتعرض أي منها لرجوع مياه المحيط إليه مرة أخرى في صورة موجات مدّية عارمة. وسبب ذلك وجود الكثير من الشروط التي يجب أن توجد في النهر لكي تتشكل الموجات المدّية العارمة. يجب أن يكون مصب النهر الذي يصب في المحيط واسعاً بما فيه الكفاية لكي تترشّح المياه في الجزء الداخلي الضيق من النهر، وأن يكون قاع النهر ضحلاً نسبياً.
في كل عام، يشكل نهر سيفرن في المملكة المتحدة نحو 250 موجة مدّية عارمة تتدفق فوق مياهه. تحدث أكثر الموجات العارمة تواترا، بصفة شبه يومية، في نهر باتانغ بماليزيا، وتُعرف باسم بيناك. ومع ذلك، فهذه الأمواج المدّية المحيطية لا تقذف بالمياه المالحة باتجاه أعلى النهر؛ بدلاً من ذلك، فإن تأثير حركة المد والجزر يدفع المياه عند مصب النهر إلى الوراء بطول النهر. لم نتوصل بعد إلى الفهم الكامل لهذه الأمواج المفاجئة التشكّل، لكن مثل أي مدّ، يؤدي سحب الجاذبية وأطوار القمر دوراً حيوياً في تشكّلها.