أغاني طيور الشمس ترجع إلى مليون سنة
بقلم: ياسمين سابلاكوغلو
يعيش طائر الشمس الشرقي مزدوج الطوق (سينيريس ميديوكريس)Cinnyris mediocris ، والمعروف أيضاً بطائر جزر السماء، في قمم الجبال الشاهقة في شرق إفريقيا من موزمبيق إلى كينيا. لقد عزلت هذه القمم الشاهقة مجموعات مختلفة، أو سلالات، من هذا النوع عن بعضها البعض لعشرات الآلاف إلى مليون سنة. ولكن على الرغم من عدم التفاعل بينها على الإطلاق، لا يمكن تمييز العديد من مجموعات طيور الشمس في جزر السماء عن بعضها البعض.
تساءل الباحثون عما إذا كانت أغاني الطيور لم تتغير عبر الدهور. للإجابة عن هذا السؤال، زاروا 15 جزيرة سماوية Sky islands منفصلة في شرق إفريقيا ما بين عامي 2007 و2011، وسجلوا أغاني 123 طيراً منفرداً من ست سلالات مختلفة من طيور الشمس. اتضح أن بعض تلك الطيور المعزولة لا تزال تشدو بالأغاني نفسها. يشير ذلك إلى أن هذه الأغاني لم تتطور كثيراً أثناء آلاف السنين التي تباعدت فيها هذه السلالات.
كانت نتائج الباحثين مفاجئة، حيث يتوقع علماء البيولوجيا عادة أن تتطور أغاني الطيور وتتغير بمرور الزمن في الجمهرات المختلفة. ربما جاءت فكرة أن أغاني الطيور تتطور بسرعة من دراسة الطيور في نصف الأرض الشمالي، حيث تغيرت الظروف البيئية عدة مرات على مدى عشرات الآلاف من السنين. يُعتقد أن طيور نصف الأرض الشمالي قد طورت ألواناً وأغانيَ وسلوكيات جديدة للتكيف بشكل أفضل مع بيئاتها الجديدة، مثل وجود الأنهار الجليدية أو غيابها.
لكن جبال شرق إفريقيا لم تشهد تغيراً جيولوجياً كبيراً، مما يشير إلى أن طيور الشمس لم يكن لديها سبب لتطوير ريش أو أغانٍ مختلفة. خلص الباحثون إلى أن الطيور وأغانيها يمكن أن تبقى على حالها لملايين السنين، حتى تتسبب التحولات البيئية في تطورها بسرعة أو على شكل نبضات. ويواصل العلماء أبحاثهم في شرق إفريقيا لمعرفة سبب تطوير بعض الطيور لأغان جديدة، في حين لا يفعل ذلك البعض الآخر.