أسماك أبو مطرقة تختفي من مناطق الجبال المنتشرة تحت الماء
هناك 10 أنواع مختلفة
من أسماك أبو مطرقة
يبدو أن أسماك أبو مطرقة Hammerhead sharks اختفت من جبلين تحت الماء في جنوب غرب خليج كاليفورنيا، ويرجح أن يكون الصيد هو السبب. راجع الباحثون مشاهدات الغواصين على مدار الخمسين عاماً الماضية، فوجدوا أن أسماك أبو مطرقة الصدفية (سفيرنا ليويني) Sphyrna lewini شهدت انخفاضاً بنسبة 97% في جبل إل باخو البحري El Bajo seamount وانخفاضاً بنسبة %100 في جبل لاس أنيماس البحري Las Ánimas seamount، وكلاهما يوحد قبالة سواحل المكسيك، ما بين سبعينات القرن العشرين وعام 2010.
تعد أسماك أبو مطرقة الصدفية من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة Critically endangered species بسبب الصيد، وفقاً للقائمة الحمراء Red List للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN. تُستهدف أسماك القرش هذه بسبب زعانفها الكبيرة، والتي تستخدم لصنع حساء زعانف القرش. لا يعرف الباحثون العدد المتبقي من أسماك القرش هذه على مستوى العالم. قالت كاثرين أيريس Kathryn Ayres، عالمة الأبحاث في منظمة ”بينيث ذا ويفز“ Beneath The Waves: ”أسماك أبو المطرقة الصدفية، ومعظم أنواع القروش بشكل عام، معرضة للانقراض لأنها تنتج نسلاً قليلاً، ولها فترات حمل طويلة ونمو بطيء“. فيما مضى، كان الجبلان البحريان إل باخو ولاس أنيماس نقطتين ساخنتين لأسراب كبيرة من أسماك أبو مطرقة؛ ووفقا للدراسة، فقد سجلت دراسة استقصائية أجريت في أواخر سبعينات وثمانينات القرن العشرين وجود 225 من أسماك أبو مطرقة في إل باخو. قالت أيريس إن أسماك القرش تستخدم الجبال البحرية كملجأ خلال النهار، حيث تدفع التيارات القوية الماء المؤكسج إلى خياشيمها فلا تضطر إلى استخدام طاقتها في السباحة في الأنحاء.
لمعرفة المزيد عن تراجع أعداد سمك أبو مطرقة في الجبال البحرية، أرسل المؤلفون استبانة إلى الغواصين بين عامي 2017 و 2020. جميع المشاركين – وعددهم 50 في إل باخو و32 في لاس أنيماس – كانوا إما مرشدين غوص، أو غواصين ترفيهيين ذوي خبرة، أو باحثين أو مصورين. لكن إجاباتهم ظلت مبنية على ذكريات تعود إلى ما يصل إلى 50 سنة خلت. قالت أيريس ”إنها تعتقد أن الذكريات البشرية موثوقة بدرجة كافية لإجراء دراسات مثل هذه تدور حول هذه النوع الجذاب. عندما يواجه غواص سرباً كبيراً يضم المئات من أسماك أبو مطرقة، فهذا أمر لا يمكن نسيانه، كما إن وجود سرب يضم أكثر من 100 قرش مقارنة بسرب أقل من 10 هو أمر ملحوظ جدا“.
اعترف المؤلفون بأن الاعتماد على ذكريات المشاركين هو أحد تقييدات الدراسة، وكتب الفريق أن بعض المشاركين فقط لاحظوا وجود الجبلين البحريين في سبعينات القرن العشرين. أفاد الغواصون بأنهم رأوا ما معدله 150 سمكة في إل باخو و100 سمكة في لاس أنيماس لكل غوصة في سبعينات القرن العشرين، لكنهم وجدوا خمس أسماك فقط في إل باخو ولا شيء في لاس أنيماس لكل غوصة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفقا للدراسة، أرجع المشاركون الانخفاض في أعداد أسماك القرش في الجبلين البحريين إلى الصيد الجائر Overshing، وإدارة مصايد الأسماك، والتغيرات في وفرة الفرائس، وتدهور الموائل Habitat degradation والتغير المناخي.
يعتقد بعض المشاركين في الدراسة أن الانخفاض نتج عن زيادة الضوضاء الصادرة عن القوارب وفقاعات الغواصين، لكن أيريس تعتقد أن الانخفاض يرجع في المقام الأول إلى الصيد، ودعت إلى حماية أفضل للجبال البحرية. قالت أيريس: ”في المناطق الأخرى المحمية من الصيد، مثل أرخبيل ريفيلاخيخيدو Revillagigedo Archipelago، في المكسيك أيضاً، يواجه الغواصون أسراباً ضخمة جداً. على الرغم من أنها ربما لا توجد حول الغواصين لفترة طويلة، إلا أنها تظل موجودة بكل وضوح“.