آدا لوفلايس
عالمة رياضيات موهوبة ومبرمجة حاسوب رائدة
لكونها ابنة شاعر رومانسي وأحيانا مناضل في سبيل الحرية، كان لآدا لوفلايس أب شهير ولكنه غائب. لم تتعرف مطلقا على اللورد بايرون، إذ قام بعد أسابيع فقط من ولادتها في عام 1815 بتطليق والدتها إيزابيلا ميلبانك بايرون وغادر للقتال في حرب الاستقلال اليونانية. وفي محاولة لمنع آدا من اكتساب مزاج والدها المتقلب، قررت إيزابيلا أن تكرس ابنتها حياتها للدراسة، ولا سيما الرياضيات والهندسة. ودون أن تدري، وضعتها والدتها على بداية الطريق لتصبح واحدة من أفضل العقول في مجال الرياضيات في القرن التاسع عشر.
درست آدا بكل اجتهاد، دون أن يثنيها مرضها كشابة، وحقيقة أن المجتمع لا يشجع النساء على متابعة دراسة العلوم. وقد تغيرت حياتها عندما التقت المخترع تشارلز باباج Charles Babbage في إحدى الحفلات. وعندما عرض جزءا عاملا من ماكينة الفروق Difference engine الذي اخترعه (وهو آلة حاسبة ميكانيكية)، افتتنت آدا بطريقة عمله وأرادت معرفة المزيد. وبسبب إعجابه بالحماس الواضح للشابة البالغة من العمر 17 عاما، أصبح العالم الموسوعي مرشدها. وقد تبنت رؤية باباج لإنشاء «آلة مفكرة» يمكنها حل المسائل الرياضيات وطباعة النتائج.
لم يُصنع مطلقا نموذج مكتمل من ماكينة الفروق لأن الحكومة البريطانية النافدة الصبر سحبت تمويلها لتطويره. وقد تحوّل باباج للعمل على محرك تحليلي يمكنه إجراء حسابات أكثر تعقيدا، وذلك باستخدام بطاقات التعليمات المخرّمة والأرقام المخزنة في وحدة الذاكرة. وقد تزوجت آدا في عام 1835 وصارت أمّا، لكنها واصلت اهتمامها النشط بالدراسة، والتفاعل الاجتماعي في أوساط المثقفين من أمثال تشارلز ديكنز ومايكل فاراداي.
ظلت آدا على اتصال بباباج، الذي طرح في عام 1837 آلة جديدة هي المحرك التحليلي Analytical engine. في عام 1843، طُلب إلى آدا ترجمة نص فرنسي كتبه المهندس (ورئيس الوزراء الإيطالي في المستقبل) لويجي مينابريا حول تصميم باباج الجديد. وبعد الانتهاء من الترجمة، شجّع باباج آدا على كتابة مذكراتها الخاصة حول عمله.
وبعد تسعة أشهر من العمل الشاق، زوّدت آدا باباج بقائمة مفصلة من الملاحظات التي كانت أطول بثلاث مرات من المقالة الأصلية. وفي حساباتها، كتبت آدا ما يعد أول خوارزمية حاسوبية على الإطلاق، وذلك لاستخدامها في نوع جديد من الآلات، كما طرحت الأفكار الأولى للبرمجة الحاسوبية في مقترحها الرائد حول إمكانيات الحواسيب.