أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

للـبـقـاء علـى قـيـد الحياة في الفضاء

في أحدث أجزاء فيلم «المنتقمون» Avengers، يهيم توني ستارك Tony Stark على غير هدى في مركبته الفضائية. ماذا عساه أن يفعل لزيادة فرصه في البقاء على قيد الحياة حتى وصول الإنقاذ؟

الحفاظ على إمدادات الأكسجين Maintain oxygen supply
يستغرق جسمك 15 ثانية فقط لاستنفاد كل محتواه من الأكسجين عند تعرضه للخواء. وتتضمن عملية تعرف بالتحليل الكهربائي، والتي تستخدم في محطة الفضاء الدولية (ISS)، تمرير الكهرباء عبر الماء لفصل جزيئات الأكسجين والهيدروجين عن الهواء الصالح للتنفس. وعلى افتراض أن مكوك الفضاء الذي تستقله تاهَ في الفضاء، وكان مجهزاً بألواح شمسية لتوليد الطاقة، فإن التحليل الكهربائي يمكنه أن يحافظ على تنفسك. فما عليك إلا التأكد من تنفيس الهيدروجين العالي الاشتعال إلى الفضاء.

البقاء في ضغط مريح Stay pressurised
على الأرض، تُحفظ أجسامنا باستمرار تحت الضغط الجوي. ومع ذلك، ففي الفضاء، لا يوجد مثل هذا الضغط. ومن دونه، فإن سوائل الدم والجسم تغير حالتها وتغلي بفعالية ثم تتجمد خلال 30 ثانية تقريباً. وللحيلولة دون التحول إلى حساء فضائي مجمد يُضخ الأكسجين في المركبات الفضائية والبذلات الفضائية لحفظ الضغط.

حجب الإشعاع lock out radiation
يتطلب السفر بين النجوم حماية من الأشعة الضارة التي يقينا منها الغلاف الجوي على الأرض. وتُستخدم المعادن الكثيفة والألواح العاكسة في صنع الجزء الخارجي للمركبة الفضائية، والتي عادة ما توفر الحماية. وأظهرت الدراسات أن تعبئة أكياس الماء أو النفايات السائلة أو الصلبة تمكن من صنع حاجز إشعاعي يعرف بـ«الجدار المائي».

تقنين الطعام Ration your food
بلغ الرقم القياسي لتحمل الجسم البشري للعيش من دون طعام 21 يوماً. ومع ذلك، فإن العثور على وجبة في الفضاء أمر مستحيل، إلا إذا جلبته معك. وفي الوقت الحالي يأخذ رواد الفضاء عبوات من الوجبات المجففة لترطيبها وتسخينها على متن محطة الفضاء الدولية. وكذلك، فالدراسات الحالية التي تستكشف إمكانية نمو النباتات في حالة انعدام الوزن عبر الزراعة المائية- باستخدام محلول من المغذيات بدلاً من التربة- والزراعة الهوائية Aeroponics – أي استخدام ضباب مملوء بالمغذيات- أثبتت نجاحها أيضاً. ولكنك إذا وجدت نفسك تهبط على كوكب كالصحراء الجرداء، بوسعك أيضاً محاولة زراعة البطاطس كما فعل مات دامون في الفيلم.

مكافحة درجات الحرارة المتغيرة Combat changing temperatures
تنخفض درجات الحرارة وترتفع إلى أقصى الحدود في الفضاء المفتوح. وعلى الجانب المواجه للشمس من محطة الفضاء الدولية، قد تصل درجة الحرارة إلى 121 ºس،
في حين تنخفض درجة حرارة الجانب المقابل إلى نحو -157 ºس. وتعمل طبقات العزل المتعددة الطبقات وشبكة الأنابيب الحاملة للأمونيا الساخنة على تثبيت درجة حرارة البيئة الداخلية. وأثناء الانجراف في الفضاء السحيق، قد تكون المواد العاكسة هي أفضل صديق لك- عن طريق حجب أشعة الشمس فوق البنفسجية المسخّنة، مثلاً.

طلب المساعدة Call for help
إذا وجدت نفسك تائهاً في الفضاء، فهناك أمل بأن تنطلق مراكز الاتصال الأرضية مثل تلك التابعة للوكالة ناسا لتحديد موقعك عبر نظام تتابع الأقمار الاصطناعية الذي يدور حول الكوكب. وبناءً على المسافة التي قطعها مكوكك، عند أي نقطة بين الأرض والمريخ، يمكن التقاط القياسات عن بُعد عبر الأقمار الاصطناعية، على الرغم من أن الصوت الواضح ربما لا يتوفر. وقد تكون العودة إلى الأساسيات وإرسال دفقات من إشارات الراديو بشفرة مورس هي أفضل طريقة لإرسال رسالة استغاثة SOS.

تناول الفيتامينات Take your vitamins
خلال بعثة مدتها ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، يتعرض رواد الفضاء لنحو 160 ملّي سيفرت من الإشعاع، أي ما يعادل 1,600 ضعف جرعة الأشعة السينية العادية على الصدر. وقد يؤدي التعرض المطول للإشعاع إلى حدوث طفرة في بنية الحمض النووي في الجسم؛ مما يؤدي إلى طيف من المشكلات الصحية. ويمكن لتناول مضادات الأكسدة مثل فيتاميني C وA امتصاص بعض الشوارد الحرة الناتجة من الإشعاع لتقليل آثارها في الجسم. وبالمثل، يمكن للبكتين المحتوى في الفواكه والخضراوات مكافحة آثار التعرض الإشعاعي الطويل المدى.

بدء الترشيح Start filtering
يُعد الماء من أهم متطلبات الجسم، بغض النظر عما إذا كنت على الأرض أو في الفضاء. وعندما يتعلق الأمر بالماء إذا تُهت في الفضاء، فإن إعادة التدوير هي أفضل طريقة للحفاظ على الماء. وتقوم محطة الفضاء الدولية بإعادة تدوير كل نقطة تقريباً من المياه المنتجة داخل جدرانها- نحو %93. ومن خلايا الوقود إلى البول وحتى الرطوبة في الهواء، تُضخ المياه عبر سلسلة من المرشحات وأجهزة التقطير لإنتاج مياه الشرب النقية.

المحافظة على النشاط Keep active
يمكن لقضاء وقت طويل في حالة انعدام الوزن أن يؤثر سلباً في جسمك. وبسبب غياب الجاذبية التي تجبر العضلات على مكافحتها، تصبح وظيفة العضلات، وخاصة في الساقين، زائدة عن الحاجة؛ مما يؤدي إلى ضمورها. وبعد 180 يوماً في الفضاء قد تقل قوة العضلات بما يتراوح بين 11 و%17، وقد تقل كثافة المعادن في العظام بنسبة تتراوح بين 2 و%7.

البقاء متنبهاً Stay stimulated
بمجرد أن تتحقق الظروف الحيوية للبقاء على قيد الحياة في الفضاء وتمكنت من تأمين هواء نظيف ومياه نقية وحماية من الإشعاع، فقد حان الوقت للجلوس وانتظار الإنقاذ. ومع ذلك، فإن التحديق المستمر في الفراغ الشاسع للفضاء يكفي لإصابة حتى أقوى الأفراد بالجنون. وهنا يصبح التحفيز المستمر لذهنك أمراً حيويّاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى