كيف تعمل قاذفات اللهب
هذه الأدوات التي تُطلق أعمدة النيران في الهواء كانت في الأصل أسلحة حربية
بقلم: سكوت داتفيلد
على مدى آلاف السنين، ظهرت أشكال مختلفة من قاذفات اللهب Flamethrowers، لكن أول قاذفات اللهب المحمولة ظهرت خلال الحرب العالمية الأولى. وكانت قاذفات اللهب المحمولة المبكرة، التي صنعها الجيش الألماني، تتألف من خزانات وقود على شكل حقيبة ظهر مزودة بفوهات تشبه البندقية. وعند إشعالها، كانت تُطلق سيلاً من اللهب تجاه أعدائهم. استُخدمت قاذفات اللهب مجدداً في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام كأسلحة حارقة، ولم يقيّد استخدامها إلا في عام 1980 بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية جنيف Geneva Convention. أما حاليا، فالدور الرئيسي لقاذفات اللهب يكمن في إدارة الأراضي، مثل القضاء على النباتات الغازية، وتطهير الأراضي الزراعية وحرق الأراضي لإعادة تدوير المغذيات.
لكي تعمل قاذفة اللهب، يجب توفير اثنين من المكونات الأساسية الثلاثة التي تسبب التفاعل الذي يؤدي إلى إشعال النار: الحرارة ومصدر للوقود. أما العنصر الثالث، أي الأكسجين، فيأتي مباشرة من الغلاف الجوي. لتوفير الحرارة، تُشعل قاذفات اللهب شرارة أولية عند الضغط على الزناد وإطلاق الوقود. بمجرد أن تُشعل الشرارة الوقود، تكون الحرارة الناتجة عن النار كافية لاستمرار التفاعل. طالما استمر الضغط على الزناد، يستمر البنزين أو الديزل بتغذية التفاعل مع الأكسجين الجوي.
يحترق اللهب البرتقالي بحرارة
تصل إلى 1,200 درجة سيليزية
داخل قاذفة اللهب
تمكّن هذه المكونات والأجزاء المستخدم من رش النيران بمجرد سحب الزناد
1 خزانا الوقود FUEL TANKS
تمتلئ هاتان الأسطوانتان بوقود زيتي قابل للاشتعال.
2 خزان الغاز المضغوط COMPRESSED GAS TANK
يوصّل غاز مضغوط القابل للاشتعال، مثل البوتان Butane، عبر منظم الضغط لضغط خزاني الوقود.
3 أنبوبان TWO TUBES
يوصل أحد الأنبوبين الوقود مباشرة إلى البندقية ويخرج من الفوهة، في حين يزود الآخر منظومة الإشعال بالغاز المضغوط.
4 زناد الإشعال IGNITION TRIGGER
عند سحب زناد الإشعال، يفتح صمام يعيق تسرب الغاز المضغوط مما يمكنه من الاندماج مع الوقود وتجاوز شمعة الاحتراق لإشعال النيران.
5 زناد تحرير الوقود FUEL-RELEASE TRIGGER
يتصل صمام يحمّل بزنبرك بالزناد بواسطة قضيب. عند الضغط على الزناد، يُفتح الصمام ويتحرر الوقود.
6 شمعة الاحتراق SPARK PLUG
تُستخدم بطارية محمولة لتمرير تيار كهربائي عبر ملف، مما يسخّن الغاز المضغوط لإشعاله.
النار الإغريقية
ليست قاذفات اللهب اختراعاً حديثاً. ففي عهد الإمبراطورية البيزنطية Byzantine Empire في أواخر القرن السابع، اخترع مهندس معماري يدعى كالينيكوس من هليوبوليس Callinicus of Heliopolis شكلاً جديداً من أشكال الحرب. تكوّن سلاحه الحارق، المعروف باسم النار الإغريقية Greek fire، من وقود سائل يسخّن ثم يُضغط قبل إشعاله ورشه عبر سيفون Syphon، عادة على هياكل السفن الغازية. إن التركيبة الدقيقة للمواد الكيميائية المستخدمة في إشعال الحريق غير معروفة، لكن يُعتقد أن المكونات الرئيسية ربما تضمنت النفط والكبريت.
باعتبارها سلاحاً، كانت النار الإغريقية خصماً جباراً، حيث لم يكن بوسع المياه إيقاف اشتعال تلك النيران السائلة. وفي ذلك الوقت، كانت إحدى الطرق القليلة المعروفة لإطفاء الحرائق هي تغطيتها بالرمال أو إطفائها بالخل.
مكافحة النار بالنار
من آخر الأشياء التي تتوقع رؤيتها بالقرب من حرائق الغابات رجل إطفاء يحمل قاذفة للهب. لكنها قد تكون واحدة من أفضل الأدوات لمنع انتشار الحريق. في كل عام، تجتاح عشرات الآلاف من الحرائق الغابات والمراعي في معظم أنحاء العالم، مما يدمر الموائل والمنازل. ولوقف انتشارها، يستخدم رجال الإطفاء قاذفات اللهب لإحداث ما يعرف بـ”النيران العكسية“ Backfire. تلتهم هذه النار المتعمدة والمحكومة بعض النباتات في حزام محدد قبل انتشار حرائق الغابات. وعندما تصل فيه حرائق الغابات إلى حزام الأرض أو الغابة المحترقة، لا يكون هناك ما يكفي من الوقود لتغذية النيران، ومن ثمَّ يتوقف تقدم الحرائق البرية.
